الإمارات تدين انتهاك إسرائيل لهدنة غزة

كريترنيوز /متابعات /وكالات/أبوظبي-غزة، عواصم
أدانت دولة الإمارات الانتهاك الإسرائيلي لهدنة قطاع غزة، وقالت إنها تدين بأشد العبارات الغارات الجوية الإسرائيلية على القطاع، التي أسفرت عن مقتل وإصابة مئات الفلسطينيين، ما يعدّ انتهاكاً لاتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه في يناير الماضي، محذرة من عواقب التصعيد العسكري الذي يهدد بوقوع المزيد من الضحايا الأبرياء، وباستفحال المأساة الإنسانية التي يشهدها القطاع.
وطالبت دولة الإمارات، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، المجتمع الدولي باتخاذ خطوات عاجلة لوقف التصعيد، بضرورة بذل الجهود كافة دون إبطاء للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار، وحماية المدنيين.
وأكدت على أهمية وقف الإجراءات العقابية المهددة للحياة، وإعادة التيار الكهربائي وفتح المعابر وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وآمن ومستدام ودون أي عوائق، وشددت على ضرورة استئناف اتفاق الهدنة بين الطرفين.
وحذرت من أن استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية على المدنيين والمناطق السكنية سيؤدي إلى تأجيج الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة، وانجرار المنطقة لمستويات جديدة من العنف والتوتر وعدم الاستقرار.
تنديد دولي
وندد المجتمع الدولي والعربي والإسلامي باستئناف القصف على غزة حيث يعيش 2.3 مليون فلسطيني. وحدها الولايات المتحدة منحت الغطاء لإسرائيل التي أعلنت أنها ستواصل عمليات القصف على القطاع المدمر أصلاً.
وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن صدمته إزاء تجدد الضربات الجوية الإسرائيلية على غزة، داعياً إلى احترام وقف إطلاق النار. وقال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر «الليلة (قبل) الماضية، تحققت أسوأ مخاوفنا. استؤنفت الضربات الجوية في أنحاء قطاع غزة، مع تقارير غير مؤكدة عن مئات القتلى».
وأعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك عن صدمته حيال الضربات الإسرائيلية، داعياً إلى «إنهاء هذا الكابوس فوراً».
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أنها «تشعر بقلق بالغ» على أطفال غزة بعد الغارات الجوية الإسرائيلية. وقالت المتحدثة باسم اليونيسف روزاليا بولين «هناك أكثر من مليون طفل في غزة وهم من يعانون في شكل أكبر من تبعات هذه الحرب». ووصفت الليلة الماضية بأنها كانت «صعبة ومرهقة» في جنوب القطاع حيث توجد.
ووفق اليونيسف، «قُتل مئات الأشخاص بينهم عشرات الأطفال». وذكر مراسلو فرانس برس في الموقع أن أشلاء أطفال انتشلت من أنقاض مبان دمرتها الغارات الإسرائيلية، أو نُقلت إلى المستشفيات.
وقالت المتحدثة باسم المنظمة «قد لا تتمكن المستشفيات من توفير العلاج اللازم للأطفال المصابين بجروح خطيرة لأنها عاجزة عن استيعاب عدد الجرحى الكبير» وتواجه نقصاً كبيراً، لا سيما في المضادات الحيوية.
وقف الإبادة
وطالبت منظمة التعاون الإسلامي المجتمع الدولي بوقف الإبادة التي ترتكبها إسرائيلغ بحق الفلسطينيين، وأدانت في بيان «بشدة استئناف قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها العسكري الغاشم على قطاع غزة، ما أدى إلى سقوط مئات الشهداء والجرحى والمفقودين غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن».
ونددت كل من بكين وموسكو بشدة باستئناف إسرائيل للأعمال القتالية في غزة، وطالبت بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية فوراً.
واعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن إسرائيل تغامر «بحياة الرهائن الإسرائيليين في القطاع، وتضرب بعرض الحائط اتفاق وقف إطلاق النار الذي كان يُفترض أن يدخل مرحلته الثانية هذه الأيام».
وقال أبو الغيط في بيان إن «استئناف المقتلة في غزة هو عمل مجرد من الإنسانية وتحدٍ للإرادة الدولية التي ساندت وقف إطلاق النار».
ووصفت القاهرة الغارات الإسرائيلية على غزة بأنها عدائية، وتأتي في إطار «المساعي المبيتة» للتهجير.
كما أدانت الدوحة «بأشد العبارات» تجدد الغارات الإسرائيلية على غزة، محذرة من انتهاج إسرائيل سياسات تصعيدية تؤدي إلى «إشعال المنطقة».
وفي عمّان، قال الناطق باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، إن عمّان تتابع «القصف الإسرائيلي العدواني الهمجي على قطاع غزة، و(سقوط) مئات الشهداء»، مؤكداً «إدانة الأردن الشديدة ورفضنا لهذا العدوان على الإنسانية». ووصفت وزارة الخارجية العراقية الهجمات بأنها «انتهاك صارخ للقانون الدولي والإنساني، وتستهدف بشكل مباشر المدنيين الأبرياء».
مدعاة للقلق
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، إن انتهاء وقف إطلاق النار في غزة بسبب الهجمات الإسرائيلية أمر يدعو للقلق البالغ. ودعت إلى استئناف محادثات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار فوراً وإطلاق سراح المزيد من الأسرى.
في إسرائيل نفسها، اتهم منتدى عائلات الأسرى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بـ«التضحية» بالمحتجزين في غزة، مطالباً بـ«التوقف عن قتل» هؤلاء.
وذكر في بيان أنه رغم العديد من الطلبات «لم يلتق مسؤولو الحكومة بنا ؛ لأنهم كانوا يعدون لنسف وقف إطلاق النار الذي قد يؤدي إلى التضحية» بالأسرى.
تأييد أمريكي
لكن الولايات المتحدة اعتبرت أن حركة حماس اختارت الحرب برفضها إطلاق الأسرى الإسرائيليين.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي براين هيوز، في بيان «كان في إمكان حماس إطلاق الرهائن لتمديد وقف إطلاق النار، لكنها عوضاً عن ذلك اختارت الرفض والحرب».
وفي السياق نفسه، قال متحدث باسم الخارجية الأمريكية إن «حماس تتحمل كامل المسؤولية عن الحرب وتجدد الأعمال القتالية». وكانت إسرائيل أعلنت أن الغارات التي شنّتها في غزة تمّت بـ«تنسيق كامل» مع حليفتها الولايات المتحدة. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إن «الأمريكيين كانوا على علم بالهجوم على غزة قبل وقوعه ودعموه».
مئات الضحايا
وبين هذا وذاك، حصدت غارات جوية فجر أمس خلال بضع ساعات، أرواح أكثر من 400 فلسطيني في أنحاء القطاع. وقال مسعفون ومسؤولون بقطاع الصحة إن الغارات الإسرائيلية المفاجئة على غزة تسببت في زيادة العبء على مستشفيات القطاع التي تعاني بالفعل من تداعيات حصار مستمر منذ أكثر من أسبوعين، وذلك مع تدفق سيارات الإسعاف إليها حاملة مئات المصابين بجروح بالغة.
وقال محمد قشطة، وهو طبيب طوارئ في منظمة أطباء بلا حدود، يعمل في مستشفى ناصر بخان يونس، إن المستشفى استقبل ما لا يقل عن 400 حالة في أقل من ساعتين.
وأضاف أن بعض الحالات الخطيرة تشمل حروقاً من الدرجة الثالثة في الوجه وأطرافاً مبتورة وإصابات في الرأس والصدر.
وقال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الذي يعمل مع خدمات الإنقاذ والصحة في غزة، إن فريقه في القطاع أفاد بأن المرافق الطبية تعجز عن استيعاب المصابين.