سبتمبر لناظره قريب.. فهل ينهي الصراع؟

كريترنيوز /متابعات /محمد الرنتيسي/رام الله
في 23 سبتمبر 2011، طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، من الجمعية العامة للأمم المتحدة، الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، ولم تقم الدولة.
وبعد 14 عاماً، تشتعل الدبلوماسية الفلسطينية، تارة بتقييم الموقف الدولي في ظل «تسونامي» الاعتراف، وتارة بالنظر إلى التهدئة المجمدة للحرب على قطاع غزة.
فيما بدا وكأنه «موجات تسونامي» كرّت إعلان نوايا الاعتراف بدولة فلسطين، بعد مؤتمر حل الدولتين بنيويورك الذي بادرت إليه السعودية وفرنسا، بدءاً من بريطانيا، التي بدت وكأنها تستبطن تصحيحاً لخطأ تاريخي وإن جاء متأخراً، مروراً بفرنسا والبرتغال وسويسرا وفنلندا وإسبانيا والنرويج.
وبات الفلسطينيون ينتظرون سبتمبر المقبل، ولسان حالهم يقول إن سبتمبر لناظره قريب.
فهل تنجح المساعي التي تبذل في سبيل الاعتراف بدولة فلسطينية؟ وما هو مصير الحرب على غزة؟ أسئلة خيمت على الشارع الفلسطيني، الذي بدا مسكوناً بالترقب المشوب بالقلق، فإما إلى انفراجة تنهي الحروب أو استمرار دوامة الدم.
ما بين توالي الاعتراف بدولة فلسطين، وحوائط الصد الإسرائيلية، بدا أن غزة ما زالت محشورة، وتتلمس الخروج من عنق الزجاجة، ولسان حال الشارع الغزي يقول: «انتهى وقت الحديث المتكرر عن وقف الحرب.. دعونا نرى الأفعال».
رصداً للسيناريوهات التي تحوّط الاعتراف بدولة فلسطين، سألت «البيان» اثنين من المحللين السياسيين: ما المآلات المحتملة مع دخول العد العكسي لحلول سبتمبر الموعود؟ وماذا يرتسم في خلفية المشهد الغزي؟
يجيب الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري، بأن الحراك الدولي الذي قامت به السعودية وفرنسا، يعد خطوة سياسية بالغة الأهمية، وثمرة لجهد سياسي دبلوماسي وشعبي للفلسطينيين، ونتيجة لحرب الإبادة والتجويع التي ترتكبها إسرائيل في غزة، لكن هذا الحراك لن يبلغ أهدفه بإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية، ما لم يقرن بجملة من المتطلبات الأساسية، وعلى رأسها: أن يكون الاعتراف بدولة فلسطين مرتبطاً بوقف الحرب بشكل كلي في قطاع غزة، والشروع الفوري في أعمال الإغاثة وإعادة الإعمار، مشدداً: «لا معنى للاعتراف بدولة، بعد إبادة وتهجير شعبها».
بينما يصف الخبير في العلاقات الدولية وسام بحر توالي نوايا الاعتراف بدولة فلسطينية، بأنه طوق نجاة لـ«حل الدولتين»، ويدلل على قيمة هذه الخطوة، ردود الفعل الهستيرية من قبل إسرائيل، التي أخذت تستعجل فرض سيادتها على الضفة الغربية، مع مواصلة الحرب على غزة.
وتابع: الحراك السعودي الفرنسي، ألقى حجراً في المياه الدولية، وشكّل صدمة لإسرائيل، التي وجدت نفسها مجبرة على فتح ممرات إنسانية في غزة، وإعلان هدن إنسانية، لامتصاص الضغوط الدولية.
وسيتعين على العالم انتظار المؤتمر الدولي في سبتمبر المقبل، خصوصاً مع التسريبات عن حل أمريكي دولي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وسواء توالت الاعترافات الدولية أو انكفأت، تحت وطأة ضغوط إسرائيلية متوقعة، فما يهم الفلسطينيين، هو ترجمة الأقوال إلى أفعال، والاهتمام أولاً بوقف الحرب على غزة.