مأساة السودان.. الإمارات تنحاز للإنسان

كريترنيوز/ متابعات/ البيان
يعيش السودان ظروفاً استثنائية، خلفتها الحرب وتداعياتها الإنسانية والاقتصادية، ولم تألُ دولة الإمارات جهداً منذ اندلاع الحرب السودانية في محاولة إيجاد حلول سياسية، ولا تتوقف عند ذلك، ولكن امتدت إلى الشؤون الإنسانية في توفير الاحتياج للإنسان في مواقع النزاع، مع الالتزام بمواقف واضحة بالوقوف في صف السودانيين دون الانحياز لطرف، وحرصت دائماً على الدفع نحو السلام والدعوة للحوار، وإدانة العنف، واحترام سيادة السودان، ومضاعفة الجهود من أجل إنهاء أزمة السودان عبر حل سياسي سلمي يسكت أزيز الرصاص، ويعيد الأمن والاستقرار.
كرّرت دولة الإمارات دعواتها في أكثر من مناسبة للأطراف المتحاربة بضرورة حماية المدنيين، والبنية التحتية المدنية، وتغليب خيارات الشعب في حكومة مدنية، وذكّرت الأطراف المتحاربة بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي والالتزامات، التي تم التعهد بها في جدة بشأن حماية المدنيين، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم، وحثتهم على الامتثال لجميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وهذا ما لخصه السفير محمد أبو شهاب، المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة، حيث أكد أن الحل في السودان لن يكون عسكرياً، مشدداً على أن «طريق السلام لا يُرسم في ميدان المعركة»، وأشار إلى أن «الجيش السوداني والدعم السريع استبعدا نفسيهما من تشكيل مستقبل البلاد ويجب تقبل هذه الحقيقة».
جهود مضيئة للإمارات في دعم الشعب السوداني
أرشيفية
جهود مضيئة للإمارات في دعم الشعب السوداني
جهود كبيرة
رغم الجهود التي تبذلها الإمارات لرأب الصدع بين الأطراف المتناحرة فإن الفرقاء لا يزال صوت العقل بعيداً عن آذانهم بتغليب المصلحة العليا لبلدهم، فيما يظل الشعب السوداني الشقيق يدفع الثمن غالياً، لكن السلام مبدأ آمنت به الإمارات، وظلت وفية له، فهي ستبقى مبادرة وسباقة حيال مختلف الظروف التي تلم بالسودان الشقيق، من أجل وقف إطلاق النار، ونصرة الشعب السوداني، فلا استقرار ولا تنمية في ظل انعدام السلام، لذلك فهي تبادر عبر المنابر الدولية و«الرباعية» لحلحلة النزاع في السودان لنزاهتها وحسن نواياها، فالسلام والتعايش سمة من السمات البارزة لسياسة الدولة، حيث لم تألُ جهداً في تأييد ودعم أي مبادرة سلام تسهم في حقن دماء السودانيين، حيث أكدت دولة الإمارات ضرورة وقف القتال وحماية المدنيين في السودان، وأن مستقبل الحكم هو حق حصري للشعب السوداني، يقرره عبر عملية انتقالية شاملة وشفافة، لا تخضع لسيطرة أي طرف متحارب، فهي تضع معاناة السودانيين في صدارة أولوياتها، وأكدت في أكثر من مناسبة أن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لا تمثلان الشعب السوداني، ولا يمكن لأي منهما تحقيق الاستقرار في السودان، مشددة على أن الانتقال إلى عملية سياسية وتشكيل حكومة مستقلة بقيادة مدنية يعد النموذج الوحيد القادر على إحداث تغيير حقيقي في السودان.
حلول سلمية
وتشدد دولة الإمارات دوماً على أهمية الحلول السلمية باعتبارها أدوات أساسية لحل النزاعات، حيث إن ما يميز النهج الإماراتي هو هذا التكامل بين الحكمة السياسية والعطاء الإنساني، فالدولة تدرك أن السلام ليس قراراً يُوقّع على الورق فحسب، بل هو بناء شامل يبدأ بإنقاذ الأرواح وإعمار الأرض وتمكين الشعوب من استعادة حياتها، ولهذا ترافق جهودها السياسية دائماً برامج إغاثية وتنموية، تعيد الأمل وتفتح الطريق أمام الاستقرار، وهذا ما تقوم به الإمارات وطن الخير والعطاء من أجل النفس البشرية، الأمر الذي جعلها محبة للجميع من خلال سياساتها الثابتة والشفافة والهادفة دوماً لجعل العالم يعيش في أمن وأمان ورخاء، وأيضاً بعدم التدخل في شؤون الآخرين، وهو ما تؤكده دوماً، وتسعى لوضعه على أرض الواقع.
لم يقتصر دور الإمارات على الدعم الشعبي فقط، بل امتد ليشمل حراكاً دبلوماسياً مكثفاً في الساحات الدولية، يؤدي إلى حقن الدماء، وتحقيق توافق وطني لتشكيل حكومة، يشارك فيها ويقودها المدنيون، بما يلبي تطلعات شعبه الشقيق في التنمية والازدهار، وجددت دولة الإمارات الدعوة إلى الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار، والعمل على إيجاد حل سلمي للأزمة، من خلال العودة إلى المسار السياسي، وتغليب صوت الحكمة والعقل، وتكثيف العمل الجماعي والجهود المشتركة للدفع نحو وقف الصراع وإنهاء الأزمة، بما يعزز أمن واستقرار السودان، حيث تحركت بفاعلية لتقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية، عبر اتصالات إقليمية ودولية مكثفة، وتشجيع الحوار الوطني، بعيداً عن التدخلات الخارجية، إلى جانب تنسيقها مع الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، لدعم مسار الحل السلمي الشامل، وهذا النهج يعكس حرص الدولة على منع تفاقم الصراع في السودان، ودفع الشعب ثمنه غالياً.
الإمارات أيادٍ بيضاء تغيث السودان وأهله
أرشيفية
الإمارات أيادٍ بيضاء تغيث السودان وأهله
الإنسانية
الموقف الإماراتي تجاه الأزمة السودانية يعكس نضجاً سياسياً واستقلالية في القرار الخارجي، ويرتكز على مبدأ الإنسانية، فهي تدعم الحل السياسي الشامل للأزمة السودانية، وباعتبارها عضواً فاعلاً في الرباعية الخاصة بالسودان، تؤكد دائماً أن مستقبل البلاد تحدده إرادة شعبها، في إطار رؤية استراتيجية تهدف إلى استعادة الاستقرار والسيادة، رافعة شعار السلام والحوار ونبذ العنف وعدم التدخل في شؤون الدول، وغني عن القول، إن استمرار العنف في السودان يؤكد أن لا أحد من الأطراف المتحاربة يمثل الشعب السوداني، وأنه لا يوجد حل عسكري لهذا النزاع الذي يجب أن ينتهي، ولذلك تحث دولة الإمارات الأطراف المتحاربة على وقف القتال فوراً، والانضمام إلى عملية محادثات جدة، والتفاوض من أجل تمهيد الطريق نحو حكومة تمثل الشعب السوداني بقيادة مدنية.
بأرقام وحقائق موثقة تؤكد دولة الإمارات مجدداً ثوابت سياستها الخارجية، الداعمة للشعب السوداني الشقيق، وإنهاء معاناته، بمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية، ودعم الجهود المنقذة للحياة، وتواصل التزامها بمسؤوليتها الأخلاقية والإنسانية، وتضاعف جهودها لتكون صوتاً للسلام، ومنبراً للعقل، وسنداً للشعب السوداني، وتظل الإمارات مركزة على ما هو أهم حقاً، وهو تخفيف معاناة الشعب السوداني.
إن مستقبل حكم السودان يقرره الشعب السوداني من خلال عملية انتقالية شاملة وشفافة، لا تخضع لسيطرة أي طرف من أطراف النزاع.