عربية

غزة تتجه نحو التقسيم الدائم

كريترنيوز/ متابعات /وكالات/غزة، عواصم

 

 

قال رئيس الوزراء في الكيان الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أمس، إن معركة إسرائيل ضد أعدائها في لبنان وقطاع غزة لم تنتهِ بعد، وتشير المواقف والإجراءات الإسرائيلية إلى أن مستقبل غزة يتجه نحو التقسيم الدائم.

وذكر مكتب نتانياهو أن رئيس الوزراء قال لـ«الكنيست» إن الجماعتين تتسلحان مجدداً ولم تتخليا عن هدفهما المتمثل في تدمير إسرائيل. وأضاف نتانياهو أن إسرائيل عازمة على فرض اتفاقية وقف إطلاق النار «بقبضة حديدية».

وعلى الرغم من صمود وقف إطلاق النار -إلى حد بعيد- منذ ما يقرب من عام، فإن إسرائيل تتهم «حزب الله» بإعادة التسلح، وتنفذ ضربات شبه يومية على أهداف الحزب عبر الحدود.

وتضغط إسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، من أجل نزع سلاح حزب الله، وقد حذر المبعوث الأمريكي توم باراك من اتخاذ المزيد من الإجراءات إذا لم يمتثل الحزب.

وأشاد نتانياهو بالضغط العسكري على «حماس»، ومنه الهجوم على مدينة غزة، وكذلك الضغط الدبلوماسي من جانب الولايات المتحدة لعزل الحركة، على أنهما كانا السبب في عودة جميع الأسرى الأحياء ومعظم القتلى.

تقسيم غزة

إلى ذلك، قالت مصادر متعددة إن احتمالية تقسيم قطاع غزة بحكم الأمر الواقع بين منطقة تسيطر عليها إسرائيل وأخرى تديرها «حماس» صارت مرجحة بشكل متزايد، مع تعثر الجهود الرامية إلى دفع خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب إلى ما بعد وقف إطلاق النار.

ونقلت وكالة رويترز عن ستة مسؤولين أوروبيين مطلعين على جهود تنفيذ المرحلة التالية، قولهم إن الخطة توقفت فعلياً وإن إعادة الإعمار من المرجح الآن أن تقتصر على المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية. وحذروا من أن ذلك قد يؤدي إلى تقسيم يستمر سنوات.

ويعيش تقريباً جميع سكان القطاع البالغ عددهم نحو مليوني نسمة مكدسين في خيام ووسط أنقاض المدن المحطمة في بقية مناطق القطاع والتي تخضع لسيطرة «حماس».

وتتضمن المرحلة التالية من الخطة انسحاب إسرائيل بشكل أكبر، انطلاقاً مما يسمى بالخط الأصفر المتفق عليه في خطة ترامب، إلى جانب إنشاء سلطة انتقالية لحكم غزة، ونشر قوة أمنية متعددة الجنسيات تهدف إلى تسلم المسؤولية من الجيش الإسرائيلي، وكذلك نزع سلاح «حماس» وبدء إعادة الإعمار.

حدود فعلية

وفي غياب أي جهد كبير من جانب الولايات المتحدة لكسر الجمود، يبدو أن الخط الأصفر سيصبح الحدود الفعلية التي تقسم غزة إلى أجل غير مسمى، وفقاً لما قاله 18 مصدراً من بينهم ستة مسؤولين أوروبيين ومسؤول أمريكي سابق.

وقال مايكل وحيد حنا، مدير برنامج الولايات المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية: إن مثل هذه المقترحات الأمريكية تشير إلى أن واقع القطاع المقسم على الأرض يهدد بأن يصبح «أمراً أطول أمداً بكثير».

ووضعت القوات الإسرائيلية كتلاً إسمنتية صفراء اللون كبيرة لترسيم خط الانسحاب، وتشيّد حالياً بنية تحتية على الجانب الخاضع لسيطرتها من غزة.

وقال حازم قاسم، المتحدث باسم حماس في غزة «نحن نقول بشكل واضح إن حماس لن تكون في مشهد حكم قطاع غزة في اليوم التالي، وهذا تم الاتفاق عليه. ستكون هناك لجنة إسناد مجتمعي من مستقلين هي التي تحكم كل أمور القطاع.

وبالتالي، نحن نسعى لسحب الذرائع من كل الأطراف لإعاقة الإعمار. في كل مناطق القطاع.. نريد الإعمار بشكل متساوٍ، حماس جاهزة لتسليم الحكم من الآن بحيث تبدأ عملية الإعمار». وتُقدر تكاليف إعادة الإعمار بنحو 70 مليار دولار

زر الذهاب إلى الأعلى