عربية ودولية

قصف إسرائيل مستشفى ناصر بغزة يثير غضباً عالمياً

غارة جوية قتلت 20 فلسطينياً بينهم 5 صحافيين

كريترنيوز/ متابعات /البيان/غزة، عواصم

لقي 20 شخصاً، بينهم خمسة صحافيين، أمس، حتفهم في ضربتين إسرائيليتين على مستشفى ناصر في قطاع غزة، الأمر الذي قوبل بتنديد دولي واسع، فيما أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن «الأسف».
وخلّف القصف على المستشفى 20 قتيلاً، من بينهم الصحافيون الخمسة وأحد عناصر الدفاع المدني، وفق ما أعلن الدفاع المدني في غزة، وقال الجيش الإسرائيلي إنه سيجري تحقيقاً، مع توالي ردود الفعل الدولية المنددة.
وبحسب المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل، تمّ «استهداف مبنى الياسين الطبي داخل مستشفى ناصر بواسطة طائرة انتحارية إسرائيلية… وخلال عمليات نقل الشهداء والمصابين، استُهدف المكان مرة ثانية بضربة جوية».
وأظهرت لقطات مباشرة بعد الضربتين، دخاناً كثيفاً يغطي المكان وتناثراً للحطام في محيط المستشفى الذي كان يعجّ بالجرحى. وهرع العشرات لإجلاء الجرحى من طابق مرتفع في المبنى وقد تدلّى منه رأس وجزء من جسد شخص يبدو أنه من بين القتلى.
وعبّرت وكالة أسوشيتد برس عن شعورها بـ«الصدمة والحزن» لمقتل مريم أبو دقة (33 عاماً)، موضحة أنها كانت «صحافية مستقلة» تتعاون مع الوكالة. وجاء في بيان لمتحدث باسم وكالة رويترز:
«نشعر بالأسى لعلمنا بمقتل المتعاقد مع رويترز حسام المصري وإصابة متعاقد آخر معنا هو حاتم خالد بجروح في الضربتين الإسرائيليتين». والصحافيون الآخرون الذين قتلوا هم: مصوّر الجزيرة محمد سلامة ومعاذ أبو طه وأحمد أبو عزيز.

تنديد أممي
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بشدة بهذا الاستهداف. وفي بيان نقل عن المتحدث باسمه، ستيفان دوجاريك، أكد غوتيريش أن هذه الغارات تبرز المخاطر الجسيمة التي تواجه الطواقم الطبية والصحافيين أثناء أداء مهامهم الحيوية وسط هذا الصراع العنيف.
وشدد على ضرورة احترام وحماية المدنيين في جميع الأوقات، داعياً إلى تحقيق سريع ونزيه في هذه الهجمات، وتمكين الطواقم الطبية والإعلامية من أداء واجبهم دون ترهيب أو أذى، وفقاً للقانون الإنساني الدولي.
وجدد غوتيريش دعوته إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وضمان وصول إنساني غير مقيد إلى جميع مناطق غزة، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الأسرى.
وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شامداساني في بيان: «ينبغي أن يكون قتل الصحافيين في غزة صدمة للعالم، لا أن تدفعه إلى صمت مطبق، بل إلى التحرّك للمطالبة بالمحاسبة والعدالة».
كما ندّد المفوّض السامي للأونروا فيليب لازاريني بالتقاعس الدولي «الصادم» إزاء الحرب في غزة، واعتبر أن قصف المستشفى هدفه «إسكات الأصوات الأخيرة المتبقية التي تبلّغ بوفاة الأطفال بصمت وسط المجاعة»، مشيراً إلى أن «لامبالاة العالم وتقاعسه أمر صادم».
ترامب مستاء
وعبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استيائه من الغارة الإسرائيلية على مستشفى ناصر. وقال عندما سُئل عن الضربة: «لم أكن أعرف ذلك». وأضاف قائلاً للصحافيين: «حسناً، أنا لست سعيداً بذلك. لا أريد أن أرى ذلك. وفي الوقت نفسه، علينا إنهاء هذا الكابوس».
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن قصف المستشفى «غير مقبول»، ودعا إسرائيل إلى «احترام القانون الدولي»، فيما أعربت ألمانيا عن «صدمتها» ودعت إلى «التحقيق في الهجوم». وأدانت بريطانيا أيضاً القصف «المروّع»، مجددة الدعوة لوقف فوري لإطلاق النار.
وقالت قطر: إن الهجوم «حلقة جديدة في سلسلة الجرائم الشنيعة المستمرّة»، فيما جددت السعودية دعوة «المجتمع الدولي لوضع حد لهذه الجرائم الإسرائيلية».
وأدانت مصر بأشد العبارات هذا الهجوم، و«هو ما يعد حلقة جديدة من سلسلة طويلة من الانتهاكات الإسرائيلية السافرة للقانون الدولي الإنساني». وطالبت مجلس الأمن والمجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياتهما لوضع حد لهذا النهج الخطير، والتدخل بصورة فاعلة لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة.
صدمة للعالم
ووصفت نقابة الصحافيين الفلسطينيين الضربتين بأنهما «جريمة اغتيال». وطالبت جمعية الصحافة الأجنبية الجيش الإسرائيلي ومكتب رئيس الوزراء بتقديم «توضيح فوري» لما حصل. وقالت الجمعية التي تتخذ من القدس مقراً، في بيان:
«نطالب بتوضيح فوري من الجيش الإسرائيلي ومكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي. ونحث إسرائيل، وبشكل نهائي، على وقف ممارستها المشينة والمتمثلة في استهداف الصحافيين».

وأعربت جمعية الصحافة الأجنبية في إسرائيل عن غضبها وصدمتها. وفي بيان نشر على موقع «اكس»، قالت جمعية الصحافة الأجنبية إن الواقعة «من بين أكثر الهجمات الإسرائيلية دموية على الصحفايين العاملين في وسائل الإعلام الدولية منذ بدء حرب غزة».
وتابعت: «إن الضربات أصابت السلالم الخارجية للمستشفى، حيث كان الصحافيون يضعون كاميراتهم في كثير من الأحيان وجاءت بدون تحذير مسبق».
وقال البيان «ندعو إسرائيل بشكل نهائي لأن توقف ممارستها البغيضة في استهداف الصحافيين… لقد استمر هذا لفترة طويلة للغاية. لقد قتلت إسرائيل الكثير من الصحفايين في غزة دون مبرر».

وأضافت جمعية الصحافة الأجنبية «يجب أن تكون هذه لحظة فاصلة… نناشد القادة الدوليين: افعلوا كل ما بوسعكم لحماية زملائنا. لا يمكننا فعل ذلك بأنفسنا».
أما نتانياهو فقد أعرب عن أسفه لـ«حادث مأسوي»، مؤكداً أنّ «إسرائيل تولي أهمية لعمل الصحافيين وكذلك الطواقم الطبية وجميع المدنيين». وأضاف أنّ «السلطات العسكرية تجري تحقيقاً معمّقاً».

زر الذهاب إلى الأعلى