مقالات وآراء

زمان يا عيش كنتي عيش 

كتب/ عبدالله الصاصي

كل مرحلة لها رجال والفترة العصيبة التي مرت على الجنوبيين ليست بالهينة راح فيها شباب من كل محافظات الجنوب ولم نسمع خبر من الذين يدعون أن أبين وشبوة، قد تم تهميشها وهم كانوا السباقين لتهميشها وذلك لابتعادهم عن المشهد العام للجنوب وأبين التي لم يعرفوها وقت الشدة ولم يسألوا عن حالها وحال الجنوب في ظل العاصفة وتركوها مع باقي المدن الجنوبية تواجه مصيرها، ولم يشاركوا في الدفاع عنها وبعد أن تغلبت أبين وعدن ولحج والضالع وشبوة على المحنة وذهبت الغًمة وحصحص الحق بعد شروق شمس الحرية في سماء الجنوب بفضل الله ولاوفيا المشاركين في هذا الإنجاز التي غابت عنه وجوه لم تساهم في صنع الموقف الجديد .

والسؤال لهم ماذا تريدون؟ هل كنتم حاضرون مع شعبكم في ظل العاصفة ليجيز لكم شحذ السنتكم بعد شروق الشمس .

نعم لا أحد ينكر أنكم جنوبيون وكانت لكم صولات وجولات في السابق ولكنكم لم تكللوا خاتمتكم بالبر في أخوانكم الذين صمدوا على الأرض وواجهوا الويلات للوصول لهذا اليوم المشهود بالانتصار على القوى الظلامية التي كانت تسرح وتمرح في أرض الجنوب وأنتم صامتون ولم تشاركوا في إزالة ماحل بوطنكم .

رجال عاهدت الله وصدقت مع شعب الجنوب وبلغوا الدعوة لكل الجنوبيين في مشارق الأرض، أن هلموا إلينا وشاركونا في الشدة والرخاء، فأخذتكم العزة بالأثم وابيتم الحضور واليوم تدعون أن من حرروا الأرض الجنوبية اقصائيين ولايريدون لكم الخير كل هذا محض أفترى وليس صحيح ماتدعون ومن الأمثل لكم ان تقدموا اعتذار على مابذر من السنتكم وتعودوا للشارع الجنوبي وهو من يزكيكم وتبعدوا عن أنفسكم مرض العظمة الذي لازمكم وعكر تفكيركم ومصرين على نغمتكم القديمة أن لم تكونوا في رأس الهرم وإلا طز في الوطن إلى متى هذه العقلية؟ .

اعقلوا وتواضعوا وشعب الجنوب لن يبخل معكم وستنالون ماتستحقونه تعالوا وشاركوا وبرهنوا على الواقع العملي لنرى انجازاتكم الجديدة أمام أعيننا، أما أن تظلوا تسحجون على عباد الله بماضي لم يشهده جيل عمره ثلاثون عام لم يعرفكم عن قرب ليشهد لكم .

باب التصالح والتسامح لم يغلقه عليكم أحد حتى الآن ولكنكم لم تبادرون بالولوج فيه لترون بانفسكم حجم فرحة أخوانكم بعودتكم فعودوا أولاً وبعدها أعملوا أسوةً باخوانكم في الوطن وحينها أعمالكم هي من ترقيكم وترفعكم إلى المناصب العليا التي تطمعون فيها وتسعون للوصول لها فاي منطق أن يحرث أخوك ويزرع ويرعى وأنت ضائع وتجي عند المحصول وتطالبه بالنصيف وأنت لم تكد وتتعب  وعايش في الغرف المكيفة وهو في العرى تأكل ماطاب من العيش وهو يروم لرغيف الخبز الجاف. 

في الأخير أنتم منا وفينا ولتعزيز الثقة والروابط الأخوية عليكم أن تكونوا منطقيين فيما تطرحون لنفهمكم.

زر الذهاب إلى الأعلى