مقالات وآراء

ذبح الحيوان أمام أخيه ونصيحةلبعض الجزارين بأن يتقوا الله في البهيمة

كتب: الشيخ أمين بن عادل الأميني

عن أبي يعلى شداد بن أوس رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله كتب الإحسان على كل شيء ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح ، وليحد أحدكم شفرته ، وليرح ذبيحته ) رواه مسلم . ومن هذا الحديث يتضح أن الله تعالى كتب الإحسان على كل شيء حتى في ذبح الحيوان الذي نحتاجه للأكل ومنها الأضاحي ، وقد جاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وفي هذا دليل على إزهاق الروح سواء في الذبح أو القصاص أو حتى عند المقاتلة فإنه وإن جاز للمسلم حماية نفسه من عدوا أراد قتله بالمثل إلا أن هذا لا يبيح للمسلم الإنتقام بالتمثيل بالجثة ولا بالقتلى ، وكما يقال لا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها .
#والموضوع_اليوم_أو_ #الحديث_الذي_بدأ_ينتشر #على_ألسنة_الناس_هو_ذبح_الحيوان_بجوار_أخيه_الحيوان_وهو_يرى_ذلك .. فلا شك أن هذا أمر مفزع ومخيف للحيوان ونحن في هذا لا نحتاج إلا لمسحة عقل حتى ندرك ذلك ، فنعم ربنا شرع الأضحية ولكن بالطريقة والهدي النبوي وذبح الحيوان أمام أخيه وهو يرى ليس من الإحسان في شي وهو الإحسان المذكور في الحديث ، فإنه من الإحسان المذكور في الحديث حال الذبح ألا يري الذابح ذبيحته ما يذبحه من أختها لآن هذا يرعبها ويخيفها كما أمر به صلى الله عليه وسلم لذلك نتعجب من بعض من يذبح ويزعم أنه يقوم بسنة نبوية عنه صلى الله عليه وسلم وهو في نفس الوقت يعجز عن إدراك كيفية تطبيق هذه السنة ويقوم بسنة خلاف السنة لذلك ليس كل من ادعى كان صحيح الدعوى ، ناهيك عن أن اغلب من يذبح اليوم ليسوا على دراية كاملة بالأحكام المتعلقة بالأضحية فقد نزلنا إلى سوق الأغنام وكنا نسأل البعض عن الأضحية وأحكامها فتبين لنا قطعا ماليس فيه مجال للشك أن البعض مجرد شخص تعلم الذبح من شخص آخر لا يفقه الأحكام وهذا ومن هم مثله كيف نخبره ونعلمه أن البهيمة ترعب وتخاف ، كما أن بعض الفقهاء ذهبوا إلى دفن رأس البهيمة وأنه صلى الله عليه وسلم نهى عن ظهور رأس البهيمة في الطرقات بعد ذبحها وأن مايدل على صفات اللبهيمة إن لم يستعمل فإنه يذفن في الأرض ، وأما من حيث كلام الفقهاء وأهل التخصص
فقد اتفق جمهور الفقهاء على أنه من آداب الذبح ألا تذبح بهيمة أمام أختها، وهذا من تمام حسن الشريعة الإسلامية، واتصافها بالرحمة والإحسان. فقد كره الفقهاء ذبح الشاة أمام شاة أخرى.
قال ابن قدامة: “وَيُكْرَهُ أَنْ يَذْبَحَ شَاةً وَالْأُخْرَى تَنْظُرُ إلَيْهِ”، وقال في “عون المعبود”: “فَلَا يَصْرَعهَا بِعُنْفٍ , وَلَا يَجُرّهَا لِلذَّبْحِ بِعُنْفٍ , وَلَا يَذْبَحهَا بِحَضْرَةِ أُخْرَى”، كما أن هناك نهي عن إيذاء الحيوان قبل ذبحه كمثل ضربه بعنف أو جره من أجزاء من جسده وهو ما يفعله بعض الجزارين من إيلام للحيوان أو تعذيب له، بجره من أذنه، أو ذبحه بسكين غير حادة، أو التعجل بتقطيع الذبيحة قبل خروج نفسها، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل، وهو يجرّ شاة بأذنها، فقال: (دع أذنها، وخذ بسالفتها) رواه ابن ماجه. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحدّ الشفار، وأن توارى عن البهائم، وقال: (إذا ذبح أحدكم، فليجهز) رواه ابن ماجه. وجاء في سنن الدارقطني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أحد الصحابة على جمل أورق يصيح في فجاج منى: (أَلا إِنَّ الذَّكَاةَ فِي الْحَلْقِ وَاللَّبَّةِ, أَلا وَلا تَعْجَلُوا الأَنْفُسَ أَنْ تَزْهَقَ). سنن الدارقطني.

فهناك نهي شديد عن جميع صور التعذيب والإيلام للحيوان ، مهما اختلفت هذه الأساليب ومع اختلف معها الزمان والمكان، كمن يتسبب للذبيحه بكدمات بسبب ضربها أو جرها من سيارات النقل أو عبر الضغط المؤلم على الأنف، أو خنقها ، أو إطلاق النار عليه لإضعافها والسيطرة عليه كما يحدث حين ذبح البقر الكبير أو الجمال الكبار ، بل وبعض الجزارين عندما يرى البهيمة تقاوم مقاومة خوف حين ذبحها يقوم بالدوس عليه بقوة حتى يضغط على أعضائها الداخلية فتتعب على إثر هذا وتشل حركتها ولا شك أن هذا تعذيب ،

ومما يحدر الإشارة إليه أن هناك صورا لتعذيب الحيوان قد تخرج به هذه الذبيحة عن الشروط المجزئة فلا تكون ذبيحه ولا حتى لحما حلال، كموت الذبيحة قبل ذبحها بسبب الخنق أو الرمي من مكان عالٍ، أو قتله بإطلاق النار، أو قطع عضو يمنع صحة الأضحية، كقطع الأذن اثناء السحب ونحو هذا ، وهذا كثيرا ما يحصل عند الجزارين في بلدنا فما أحسن العلم والفهم والتلقي وما اقبح الجهل والتصدر من غير فهم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وفي أخر هذا المقال ننصح الجزارين بأن يتقوا الله تعالى وأن يتعلموا أحكام عملهم فهذه ليست مجرد ذبيحه يتلقون عليها مبالغ مالية وإنما فيها حكم شرعي وطريقة نبوية وهدي رشيد، كذا ننصح ، بأن يكون السكين حاداً ليقطع بالسرعة الممكنة ، وكذا ننصح من لديه ذبيحه بأن يتوجه لمن يعتقد فيه الفهم والدراية ونسأل الله تعالى أن يغفر الذنوب ويستر العيوب ، رزقكم الله الجنة وأبعدكم عن النار .

زر الذهاب إلى الأعلى