مثلث النجاح : الشارع + القيادة + البندقية ..

كتب : وضاح بن عطية
ثلاثة أضلاع تشد بعضها بعض لتكوين مثلث نجاح أي ثورة تحررية لأي شعب من شعوب العالم .
لا شرعية لأي بندقية ولا شرعية لأي قيادة بدون إسناد شعبي من شارع متحرك ثائر يشرعن دفاع البندقية عن الحق الشعبي ويمنح القيادة قيمة وأحقية لتمثيل الشعب وقيادته وإدارته وهذه العوامل الثلاثة متوفرة في الجنوب فهناك قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي جاءت بتفويض شعبي وتأييد بحراك مستمر وهناك قوات جنوبية مسلحة تحت قيادة الانتقالي .
بدون السيطرة على الأرض لن يتكون مثلث النجاح وستظل الثلاثة الأضلاع تائهة سهلة الكسر إذا لم تشكل رقما على أرض الواقع أو بعبارة أقرب ستكون كل العوامل الثلاثة لا اعتبار لها ولا قيمة لأن العالم بشكل عام يتعامل بما هو مفروض على الواقع وينظر إلى حق القوة أكثر من نظرته إلى قوة الحق وفي الجنوب حاليا لدينا قوة الحق وحق القوة .
القيادة إذا امتلكت البندقية وأسندها الشارع الثائر على الأرض تستطيع أن تحاور بقوة وبكل لغات الحوار ، فإذا لم تنجح في استعادة الحق المسلوب عبر حوار الكلمة ستحاور بالبندقية عبر السيطرة والتحكم على الأرض مسنودة بقوة الشارع وعدالة القضية ، وكما يقال حاور عدوك باللغة التي يفهمها إذا توفرت لديك كل لغات الحوار .
المكونات التي لا يسندها الشارع وليس لها أي حاضنة ولا قاعدة شعبية على أرض الجنوب هي مجرد كينتونات وبالونات فارغة وإن امتلكت بندقية وأموال فهي سريع ما تنتهي وفي حقيقة الأمر هي عبارة عن ظاهرة صوتية لا تشكل رقما صعبا على الأرض وسيراوغ بها الخصوم ، لكي يضعها عقبة مرحلية بهدف تأخير وعرقلة خطوات القيادة الوطنية لاكتساب الوقت أو بهدف الضغط على القيادة الوطنية الصلبة لتحقيق بعض المكاسب .
الشعب الواعي يجب أن لا ينتظر أو يبقى خاملا في بعض المراحل الخطرة وعليه أن يتحرك ليعزز قيادته بالوقت المناسب ويحرك الشارع نحو الهدف بشكل دينماتيكي بما يخدم قضيته وإلا فإن العالم يحمل ذاكرة الذبابة سرعان ما ينسى وقد يحشر القيادة في زاوية ضيقة ولهذا يستوجب أن يظل الشعب بركانا ثائرا حتى يحقق غايته .
بندقية القوات الجنوبية يجب أن تظل مصانه معمرة نحو العدو وجاهزة لتوجيهات القيادة في أي لحظة لاقتناص أي فرصة متاحة وحتى لا ينقض علينا العدو المتربص بنا من كل مكان .
القيادة الجنوبية عليها أن تحافظ على مصالح الشعب وأن تستغل وجود عوامل النجاح على الأرض وأيضا على القيادة أن تستثمر قدراتها وزخم الشارع الثائر خلفها وتحسم معركة قضية الشعب الجنوبي العادلة وأن لا تضيع أي فرصة متاحة فقد تضيع الفرص ولن تتكرر مرة ثانية .
نحن بحاجة إلى تضافر الجهود حتى اكتمال الوعي الجمعي وهذا من شأنه سيحرك الشعب بقوة نحو تحقيق المكاسب بشكل أكبر ومنها التسريع في استكمال هيكلة المجلس الانتقالي وهيكلة القوات الجنوبية وكبح أي فساد داخلي ومواجهة واقتلاع الفساد الخارجي الممنهج ابتداء من المؤسسات العامة الصغيرة وصولا إلى هرم الحكومة ، ولن تتحقق كل هذه الأمنيات إلا بثورة أخلاقية عظيمة تغرس في نفوس الجميع الخوف من الله وحب المصلحة العامة ، ونبذ ثقافة الفساد التي جسدها الاحتلال على مدى ثلاثين عاما.