مقالات وآراء

الجزء الثاني.. يسألونني عن المصفاة قل هي منظومة عمل متكاملة وليست لتكرير النفط فقط

كتب: أديب فضل محسن

تكلمنا في الجزء الأول في تقريرنا عن السعة التخزينية الهائلة لعدد كبير من الخزانات ذات المواصفات العالمية المحصنة بمنظومة السلامة فائقة التطور والإنذار المبكر لأي عطب أو خلل أو ارتفاع درجات الحرارة أثناء الشحن أو التفريق تقوم منظومة السلامة بتبريد ذاتي بحيث تحفظ المواد النفطية والغازية سريعة الاشتعال بوضعية تتلاءم وطبيعة المواد،،
وعدد الخزانات الذي تمتلكها المصفاة حوالي مائة واربعين خزان مختلفة الاحجام لخزن النفط الخام والمشتقات النفطية بسعة تخزينية اكثر من مليون وثلاثمائة الف طن حوالي عشرة مليون برميل.

وهذه القدرة الهائلة والطاقة الاستيعابية المهولة معطلة منذ بعد حرب ٢٠١٥ م بسبب عدم السماح للمصفاة من مزاولة نشاطها كمنطقة حرة لتتمكن من تأجير هذه السعة التخزينية للشركات الاجنبية لخزن المشتقات النفطية والنفط الخام واعادة تصديرية الى الخارج .

وتمتلك المصفاة شبكة انابيب بعشرات الكيلومترات ومتعددة الاقطار ذات حجم كبير يصل الى ٤٨ بوصة واحجام صغيرة تصل الى ٤ ويكلف استبدال الانبوب الواحد اكثر من مليون دولار وتوجد في المصفاة عشرات الانابيب الرئيسية ومئات الانابيب الفرعية الممتدة بمنظومة متكاملة تربط بين جميع الخزانات وميناء الزيت ،، ناهيك لو حسبنا عدد الخزانات وتكلفة كل خزان الناتج رقم فلكي تعجز امامها ميزانيات دول.

أما عن منظومة شبكة الأنابيب فهي معقدة جدا فهي منظومة متعددة المهام فوق الأرض وتحت الأرض تعمل على نقل المواد النفطية وفرز كل المواد ولكل أنبوب خاصية محددة ولا يعلم بمهام عملها وترابطها بأقسام الورش إلا عدد بسيط ممن تدربوا وعملوا بهذه المواقع فهي ك المتاهة يعجز عن فهمها أكبر العقول فهي متشابكة بشكل يعجز عن فك شفرتها اللبيب كما أن شبكة الأنابيب ممتدة إلى مينائين ميناء الزيت البريقة وميناء التواهي.

. أما بخصوص ميناء الزيت وميناء التواهي فهم ليس كأي ميناء من المواني المتعارف عليهم فهم موان نفطية ذات اختصاصات فريدة ومهام عديدة فهم مزودين بشبكات أنابيب متفرعة وخراطيم متحركة تستخدم بتفريغ وشحن المواد النفطية حسب كل مادة.

وكل مادة لها أنبوبها الخاص مرتبط بخزان خاص بحيث تفرز كل المواد كلآ في مكانة دون أن يحصل أي اختلاط بين مادة وأخرى.

ويوجد في ميناء الزيت 6 أرصفة بمقدورها استقبال كبرى الناقلات النفطية ذات الحجم العملاق كما يتمتع ميناء الزيت البريقة بمساحة كافية تمكن دخول أكبر البواخر للميناء بسهولة مريحة وهذا ما لا يمتلكه المواني الأخرى.

أما ميناء التواهي فهو مخصص لتزويد البواخر التجارية بالوقود كما يميزه موقعه الاستراتيجي الهام على بحر العرب وقربة من مضيق باب المندب فهو ميناء يمتلك اربعة ارصفة ذات مساحة كبيرة جدا وتتم عملية تموين السفن بالوقود داخل الميناء وعلى الخط الدولي وهذا النشاط معطل ايضاً بسبب عدم السماح للمصفاة بمزاولة مهامها كمنطقة حرة وتوقف هذه الانشطة نشاط الخزن ونشاط تموين السفن بالوقود أضرت بايراد مصافي عدن خاصة والعاصمة عدن والمحافظات الجنوبية عامة.

وفي حال استعادة هذا النشاط سوف ينافس أكبر المواني الدولية وسوف يكون الطلب عليه لما لهو من قرب للممر المائي الدولي على مضيق باب المندب ولن تستطيع المواني الأخرى منافسته في حال تمت إعادة تشغيله بحكم قربة من الممر الدولي لمرور البواخر مضيق باب المندب.

أما بخصوص الورش الإنتاجية لعملية تكرير النفط واستخراج المواد النفطية فهذه عملية معقدة جدا تحتاج لعملية تدوير ودرجات حرارة عالية وبخار الماء بضغط عالي وحرارة مرتفعة وهواء نقي وجاف ومياه مقطرة وملايين الجالونات من مياه البحر لتبريد المنتجات النفطية بالاضافة الى الطاقة الكهربائية كل هذه المواد تقوم بانتاجها محطة الطاقة الباور ستيشن فهي ليس مولد كهربائي فقط كما يعتقد الكثير فهيا محطة طاقة كهروحرارية تنتج كلما تتطلبه ورش التكرير وغيرها من الوحدات الانتاجية كما أن هذه المحطة يجب أن تكون مرتبطة بالبحر لذلك شيدت المصفاة الجسر الذي يستخدم كطريق دولي والغرض من ذلك دخول مياه البحر الى محطة الطاقة والذي شيدت اساساتها على عمق اكثر من سته متر تحت سطح البحر وتم انجاز جميع الأعمال الإنشائية.

وتم احضار معدات المرحلة الاولى ولم يتبقى سوى عملية التركيب وبسبب عدم توفر السيولة النقدية الكافية ووضع البلاد الأمني وعدم توفر الضمانات للخبراء الاجانب تأخر تركيب مولد الطاقة…،،

وبخصوص ورش الخراطة وورش إعادة تصنيع قطع الغيار في المصفاة فهناك كادر فني ومهني يعمل في ورش الخراطة وتصنيع قطع الغيار داخليا في المصفاة وهذه العملية جعل من المصفاة تحدث نفسها بنفسها فقطع الغيار يتم صناعتها في المصفاة وحافظ على ديمومة المصفاة لعقود عديدة.

كما تمتلك المصفاة مختبر فحص الجودة متطور كا أكبر مختبر بمواصفات عالمية وأجهزة حديثة وكادر فني ومهني على أعلى مستوى معترف به دوليا وكثير من الشركات العالمية تثق بنتيجة فحص مختبر المصفاة ويتم استقبال العينات من شركات التنقيب في اليمن ويتم فحص جميع الشحنات النفطية المستوردة يتمتع مختبر فحص المشتقات النفطية في المصفاة بسمعه عالمية ويقوم بعملة على أكمل وجه.

كما تمتلك المصفاة معهدا تقنيا مهنيا يقوم بتأهيل وتدريب العمال بجميع المهن الحرفية والمهنية والعلمية ويتخرج منة المهندسين والحرفيين بشهادة تضاهي شهادة معهد تقني في بريطانيا حيث إن عملية الدراسة أوشهادة معترف بها دوليا وكبرى الشركات تستقطب موظفين المصفاة خريجين هذا المعهد.

ومؤخرا قام المدير التنفيذي المهندس أحمد مسعد بتفعيل دور هذا المعهد بعد توقفه منذ عام 2011م وعمل دورات مكثفة وتأهيل أكبر عدد من الموظفين وخصوصا المهندسين خريجين جامعة عدن وجمع بين التعليم النظري في الجامعة والتعليم التطبيقي المعهد التقني والفني ( التريني ) لكسب الخبرات وتأهيل كادر حقيقي يستطيع تحمل المسؤولية.

فهناك فرق كبير بين أن تتخرج من الجامعة بشهادة مهندس أو ان تعزز ما درسته في المعهد التقني والفني لشركة مصافي عدن.

زر الذهاب إلى الأعلى