مقالات وآراء

الزمن ما تغير أهل الزمن المتغيرين ..

 

 

 

كتب : سالم حسين الربيـزي

 

 

 

لم تعد الأيام حسيبة للزمان بعد هدم وذهاب النوايا الحسنة وإخفاء مرونة الشفافية الصادقة للإنسانية التي تبنى عليها عجلة مرور الأيام ومكاسب الزمن الجميل الذي اختفى رونقها وصارت تمشي بهذا الكوكب إلى جحيم نعيش في صعوبته وقساوته نتيجة تضارب المصالح والصراعات السياسية الدولية للأقوياء الذين لا تشملهم العقوبات سوى البحث عن مصالحهم الأنانية التي تصب غضبها بقساوة على الشعوب الأخرى.

 

 

 

فمتى يرحل هذا الظلام ويأتي الحل النهائي للشأن اليمني الذي ابتعد كثيرا عن الواقع ولم يكن ناتجا عن حصيلة المشكلة التي تأتي بالحل الأبدي، ولكن مشكلتنا أصبحت تجرى عليها التجارب التي لايسعفها الزمن بسويعات قليلة حتى إن يجف حبرها الذي يسبق فشلها ، فلا داعي لتكرار الأفكار التجريبية المملة التي أصبحت أكثر من لغة السلاح الكفيلة بصناعة الحل السريع للتخلص من التقلبات الفكرية التي تنتهجها مليشيات الحوثي الإرهابية.

 

 

 

إن المشاورات التي تجري في سلطنة عُمان بين الشرعية والحوثي لا تفضي بالحل أكثر من ضياع الوقت واستدراج الشرعية في فخ تصاعد مطالب الحوثي الذي يناور الأخير لفض شراكة الشرعية والانتقالي لأجل ترتيب أوراقه المتناثرة التي بدأت تتساقط، ولكن يبدو أن الشرعية هي من تسعى لإنقاذ الحوثي من السقوط الذي أظهر خروج عبدالملك الحوثي مسرعا للإفصاح عن عمق تأثير العقوبات المصرفية على إرباك حساباته التي تؤشر بسقوط الأسطورة الذي يتغنى بها مع المستفيدين باكتراث الوضع الاقتصادي المزري الذي يعيشه شعبنا الجنوبي ، خصوصا قبل وبعد تكرار القرارات عليه، وإدرار الأوهام المتتالية التي تنعكس إلى عقوبات مستفزة بدون استثناء، حتى الكائنات الحية والنباتات فقدت تنفسها الطبيعي جراء تدهور الوضع المعيشي الذي لا حول ولا قوة.

 

 

 

ولم نستوعب من تجارب أربع سنوات من المحادثات أو المشاورات المفقودة والبعيدة مبدئياً عن امتلاكها لتهيئة المساحة الخصبة لانتعاش الحلول المرتعشة التي أرغمتنا على مشاهدة وفاتها قبل خروجها نتيحة فقدانها النوايا الصادقة ، وإدراك الحقيقة غير المتوفرة في هذا الزمان الرديئ ، الذي يهوي وراء التجارب الوهمية التي أصبحت جزءا من المشكلة وتعقيدها للحل الذي لا يخفى على أحد. ولكن عالمنا اليوم يعيش في مرحلة الإنسان البدائي الذي لايعرف كيف ومتى تنتهي الشراكة الفاشلة التي تساوم عليها الأطماع الذي لا لهم فيها ناقة ولا جمل ، فأين ذهبت الأعراف الإنسانية والقوانين الدولية التي تقول كفى المؤمنين شر القتال.

زر الذهاب إلى الأعلى