التحولات الإقليمية تدفع الحوثيين نحو السقوط: هل تستغل القوى اليمنية الفرصة؟
كتب: عصام الوالي
تشهد المنطقة تحولات سياسية متسارعة، ومعها أصبح واضحًا أن إيران بدأت تتخلى عن حلفائها في الشرق الأوسط كلما اقتضت مصلحتها العليا. هذا النهج ليس جديدًا على النظام الإيراني، فقد اعتاد على التخلي عن أذرعه ووكلائه عندما تفرض الظروف ذلك، سواء في سوريا أو لبنان أو غيرهما. واليوم، تتجه الأنظار نحو اليمن، حيث يبدو أن نهاية ذراع إيران الحوثي باتت وشيكة، خاصة بعد التقارير التي تشير إلى استهداف مقاتلات إسرائيلية لمواقع الحوثيين، وهروب عناصرهم في الداخل والخارج.
في هذا السياق، تظهر فرصة ذهبية للقوى المناوئة للمشروع الإيراني في اليمن. حالة الارتباك والتخبط التي يعاني منها الحوثيون نتيجة الضغوط الخارجية والداخلية قد تكون نقطة التحول التي طال انتظارها. الحوثيون، الذين استوطنوا اليمن كسرطان مدمر، سيطروا على مقدرات البلاد، وأدخلوا الشعب في دوامة من الفقر والجهل، واستنزفوا الموارد. اليوم، هذه القوى لديها فرصة تاريخية للانقلاب على هذه الجماعة وإعادة السيطرة على اليمن.
إن المجتمع الدولي، الذي أدار ظهره لهذه الجماعة كما فعل مع حزب الله وحماس في مراحل سابقة، لم يعد يعتبر الحوثيين طرفًا يستحق الدفاع عنه. فقتل زعيم حماس إسماعيل هنية داخل طهران يعتبر إشارة واضحة على تراجع الدعم الدولي لتلك الجماعات. وبالمثل، لن يكون مستغربًا أن نشهد قريبًا تصفية قيادات الحوثيين على يد قوى خارجية.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا تنتظر القوى اليمنية المناوئة حتى تأتي تلك اللحظة؟ لماذا لا تأخذ زمام المبادرة وتحقق الشرف في تحرير بلادها من قبضة الحوثيين بنفسها؟ هذه فرصة نادرة قد لا تتكرر مرة أخرى، وعلى أحرار الشمال في اليمن أن ينتفضوا ضد الفقر والظلم والظلام الذي جلبته هذه الجماعة.
باختصار، التحرك الآن ضرورة قصوى. المرحلة الحالية قد تكون الأخيرة في حكم الحوثيين، وإذا تم استغلال هذه اللحظة بحكمة وشجاعة، فاليمن الشمالي قد يشهد فجرًا جديدًا من الحرية والازدهار بعيدًا عن التدخلات الإيرانية.