مقالات وآراء

الجنوب يرفض أي تكتلات سياسية يمنية على أرضه ..

كتب : عوض الجبواني

من خلال متابعتنا الدائمة لوسائل التواصل الاجتماعي اطلعنا على بعض الأخبار التي تتحدث عن عزم بعض القيادات اليمنية الهاربة من الحوثي إلى الجنوب وإلى بعض الدول الأخرى والذين ينتمون الى أحزاب سياسية يمنية على تشكيل تكتل سياسي موحد لتلك الأحزاب على أرض الجنوب بحجة دعم الشرعية اليمنية في مواجهة الحوثي.

فإن صحت هذه الأخبار المتداولة ، فإن هذا يعتبر خطرا جديدا سيواجهه الجنوب وشعبه وسيدخله في متاهات هذه القوى اليمنية التي لا نرى فيها إلا الغدر والخداع والمكر الذي تعودناه منها نحن أهل الجنوب العربي.

إذا كانت الأحزاب اليمنية المؤتمر والإصلاح وبقية المسميات الحزبية الأخرى كانت سبباً في احتلال الجنوب منذ العام 94م وهي سبب معاناة الشعب الجنوبي لثلاثة عقود من الزمن وهي من قام بثورته ضدها وضحى بمئات الآلاف من الشهداء ، ومثلهم من الجرحى في سبيل طردها وتحرير الجنوب منها فمن غير المعقول أن يسمح بعودة انتاجها واستنساخها من جديد مهما كانت الحجج والمبررات.

هذه الحيل والخـُدع لا تنطلي على شعب الجنوب إطلاقاً ، فلم يعد هناك ثقة ولا أمان لهؤلاء القوم بعد أن جربهم شعب الجنوب على مدى سنوات مضت.

لم يكونوا جادين في حربهم ضد الحوثي لا من ينتمون للمؤتمر ولا من ينتمون للإصلاح وعشر سنوات كشفت زيف وكذب محاربتهم للحوثي وزعمهم باستعادة اليمن وسلطته الشرعية. فهم لم يستعيدوا شبرا واحدا لأن نواياهم ليست تحرير اليمن من عصابة الحوثي، بل كانت كيف يظلون محافظين على الجنوب حتى لايضيع منهم ويخسروا كل شيء.

التجربة التي عاشها أهل الجنوب من عام 2015م منذ أن حرروا أرضهم من عصابات الحوثي وعفاش وإلى اليوم أثبتت بالدليل القاطع أن الكل من هؤلاء كانوا مؤتمريين أو إخوان يحاربون الجنوب وشعبه مثل الحوثي وأكثر الفرق بأن الحوثي حربه معلنة ضد الجنوب والمتلبسين لباس الشرعية الذين فـُتح لهم الجنوب على مصراعيه يحاربون الجنوب وشعبه حربا خفية استخدموا فيها سياساتهم القذرة المتمثلة بالحصار والتجويع والانهيار الاقتصادي والمعيشي وتردي الخدمات بل وفي سياسات الموت كالاغتيالات والتفجيرات ونشر الإرهاب والفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار في الجنوب.

عشرة أعوام وقيادات المؤتمر والإخوان ينهبون ثروات الجنوب يستنزفون موارده تحت مسمى السلطة الشرعية التي لم تكن يوماً سلطة بحسب الاتفاقيات التي جاءت من أجلها إلى عدن والتي أولها تطبيع الحياة وتقديم الخدمات للناس وامور كثيرة أوهموا بها شعب الجنوب.

رسالتنا إلى قيادتنا السياسية الجنوبية ممثلة بقائدنا ورئيسنا وحامل أمانة قضيتنا ومشروعنا الوطني الجنوبي التحرري سيادة اللواء الرئيس عيدروس الزٌبيدي بأن لايقبل بتوسيع دائرة الحرية للأحزاب اليمنية وإعطائها أي مجال لممارسة نشاطها السياسي والذي سيكون حتماً معاديا للجنوب بالدرجة الرئيسية وإن رفعت شعارات محاربتها للحوثي وتحرير اليمن وتوحيد الكلمة وغير ذلك.

عندما يقولون توحيد الكلمة يقصدون بذلك توحيد كلمتهم ضد الجنوب ومشروعه، رفض أي تكتلات سياسية مزعومة قادمة على أرض الجنوب تتبناها شخصيات وقيادات تابعة للأحزاب اليمنية التي أذاقت شعب الجنوب الويلات ثلاثين عاما واجبكم كقيادة وواجب كل جنوبي حر وشريف وغيور على الجنوب ومشروعه التحرري.

يكفيهم أن الجنوب احتضنهم وقبل أن يكونوا سلطة يحكموا من عاصمته وصبر على حصارهم وتجويعهم له ونهب ثرواته واستنزاف أمواله. يكفي أنه صابر وساكت على ملايين النازحين القادمين إلى أرضه والذي تعتبر سياسة استيطان ممنهجة ومخطط لها.

خلاصة القول : إن شعب الجنوب يرفض أي تكتل سياسي يمني سواء من الأحزاب السابقة المعروفة أو تكتل بمسمى جديد ، ولو كان حتى من ابناء الجنوب طالما يخدم قوى سياسية يمنية لن يتم قبوله ومرفوض.

زر الذهاب إلى الأعلى