فلسطين اليوم وغداً

كتب: إيمان علي حسين
كان في قديم الزمان توجد بقعة من الأرض، كان يعيش فيها شعب يتسم بالسماحة والقوة والعروبة، كانت قد احتلت من قبل قوم يطلق عليهم اليهود، قاموا باحتلال هذه الأرض عنوة وظلماً وعدواناً، ومحاصرة شعبها الطيب في أرضهم ومنعهم من أن يعيشوا عيشة آدمية.
ولكن عندما علمت بذلك بلاد المسلمين ومنها مصر وكان يحكمها وقتئذٕ الملك الصالح عز الدين أيبك وزوجته شجرة الدر، وكان حينها يعد جيشاً قوياً يحارب به أعداءه وأعداء الإسلام، وعندما علم بذلك الاحتلال لهذا الشعب العربي المثابر، وماذا حدث له من محاصرة واعتداء على النساء وقتل الأطفال، وضرب الرجال ولهو بالمساجد والكنائس، ثار غضب الملك عز الدين أيبك فجهز جيشه لإعادة الأرض إلى أصحابها، وإعادة كرامتها وكرامة شعبها الأبي، وقاموا بمعركة حطين يقودها القائد الأكبر الناصر صلاح الدين الأيوبي، وقد نجح بالفعل فى طرد اليهود وتحرير أرض فلسطين الأبية، وإعادة أرضها وكرامتها.
ولكن اليهود لم يقبلوا على أنفسهم هذه الهزيمة، وخرجوا من الأرض المحتلة وهم متوعدون بالرجوع مرة أخرى، وطيلة حياة القائد الناصر صلاح الدين الأيوبي لم يفكروا يوماً في العودة. وفي يوم كئيب في عام 1948م عاد اليهود إلى أرض فلسطين، وقد استباحوا كل شيء في هذه الأرض، وكأنهم ينتقمون للهزيمة التي لحقتهم على يد صلاح الدين الأيوبي، ومنحوا لأنفسهم الحياة بالقوة والغصب والقهر لشعب أصبح لا حول له ولا قوة بعد القائد العظيم، وما زال حتى الآن شعب فلسطين الأبي يرهقه الاحتلال وتتعبه آلام الحرمان من وجود اليهود في المساجد والكنائس، وموت شباب وضحايا انفجارات وقصف جوي يودي بحياة شبابنا وأطفالنا ونسائنا..
فأين أنت يا صلاح الدين؟ فمن بعدك لم يستطع أحد أن يوقف هذا الفعل المشين، ويقف مع الشعب الفلسطيني الذي ظل يناضل ويحارب ويحاول البحث عن استقرار في أرضه التي دمرها اليهود بالحروب وقتلوا الأطفال والنساء والشيوخ..
شعب يبحث عن حرية أرضه من احتلال دام سنوات عديدة، على أمل أن يجد صلاح الدين آخر ولكن دون جدوى.. فلنسأل أنفسنا أين نحن من هذا الشعب؟ فلتظل يا أقصى قائماً بأمر من الله..
ولتكوني يا فلسطين اليوم وغداً، وهذا وعد من الله تعالى ومن أصدق من الله قيلا، حيث قال في قرآنه الكريم: “وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن فى الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيراً * فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد فجاثوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً”.