أيام الطفولة..!

كتب: أحمد عبدالله المريسي
عندما كنا اطفال كانوا يخوفنا اهالينا بشخصيات وهمية وبعض الحكايات والقصص والروايات الخيالية من حكاوي ونوادر جداتنا عجائز ايام زمان وخاصة عندما كنا نخرج نلعب في المساء بالحوافي حوافي الشيخ عثمان علشان نروح ونرجع البيت بدري مثلا كانو يقولوا لنا لاتلعبوا بعيد من البيت ومن الحافة لأنه بايجي لكم البعبع او مكحل عيونه بالدقيق او باتجي لكم الورابة (البده) او بايجي لكم ابو ديلة اوبايجي لكم الجبرت (الجبرتي) وبايشلوكم مكان بعيد وبايأكلوكم او بايعلقوكم على رؤوسكم ويشفطوا دمكم وبايعملوا من دمكم الفلوس القصد من الفلوس هو العملة التي كانت ماتداولة في ذلك الوقت التي كان البعض منها من الصفر والنحاس الأحمر والتي هي (العانة والبيستين) ولأننا كنا جيل تربى على الفطرة وعلى السمع والطاعة وتصديق الأهل في كل ما يقولوه ونظرا لعدم وجود وسائل التواصل والإتصال والأجهزة الاكثرونية الحديثة والمتطورة و التقنية الحديثة والتطور التكنلوجي والصناعي في مختلف المجالات كما هو الأن حاصل في وقتنا هذا فقد كانت تمر علينا تلك الحيل والحكايات والنوادر ونحن مصدقين لها وفعلاً كنا نخاف لأن المتحدث معنا ليس بإنسان غريب او بعيد بل كان من الأهل والمقربين لنا ، كانت طفولتنا بريئة وعلى سجيتنا وجبلتنا ، والبون شاسع اليوم بين جيلنا واجيال اليوم في ضل التطور التكنلوجي والتقنية الحديثة وتوفر وسائل المواصلات والإتصال السريع من السوشال ميديا والنت واجهزت الجوال وغيرها من الوسائل والتقنيات الحديثة المرئية والمسموعة رغم انها كانت متوفرة في حينها اجهزت التلفاز الابيض والاسود ودور السينماء والمسرح لذا كانت طفولتنا برئية وكنا ولا زلنا جيل متميز جيل ايام زمان ايام الخمسينيات والستينيات وماقبلها٠
لازلت اتذكر ايام الطفولة في أيام الخمسينيات والستينيات عندما كانت الحياة أكثر بساطة وبراءة ذكريات لا زالت محفورة في مخيلتي وفي داخل الوجدان كيف كان الأهل يخوفونا بشخصيات وهمية وحكايات خيالية مثل البعبع ومكحل عيونه بالدقيق والورابة وأبو ديلة والجبرت.
و كيف كانت الحياة في ذلك الوقت أكثر تعلقًا بالموروث وبالتقاليد والأساطيرالشعبية وكيف كانت الأجيال السابقة اجيالنا تعتمد على القصص والحكايات الشفوية لنقل المعرفة والقيم و كيف كانت الحياة في ذلك الوقت أكثر براءة وطاعة، حيث كان الأطفال يصدقون كل ما يقوله الأهل ويتبعون تعليماتهم دون سؤال.
وبالمقارنة فهناك الفرق الكبير بين جيلنا واجيال اليوم، حيث أن الأطفال اليوم يتعرضون لوسائل التواصل والإتصال والأجهزة الإلكترونية الحديثة، والتي تؤثر على نموهم وتطورهم.
حقيقة لازلت اشعر بالحنين إلى تلك الأيام البسيطة والبريئة واشغر بالفخر بأني انتمي إلى ذلك الجيل المتميز.