ثقيل الدم في التواصل الاجتماعي

كتب: خالد باجبير
في عصر التواصل الرقمي أصبح التفاعل عبر الإنترنت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، لكنه ليس دائمًا سلسًا أو ممتعًا، وغالباً هناك من هو ثقيل الدم الألكتروني، كونه لا يدرك أن محاولاته للتفاعل أو فرض رأيه بدون مرونة أو تقليل من أفكار الآخرين تفتقر إلى التوازن الاجتماعي، الأمر الذي يجعلهم يُصنَّفونه بـ”ثقيل الدم الإلكتروني”. هؤلاء الأشخاص لا يولدون بهذه الصفة، بل يكتسبونها نتيجة ضعف الوعي الاجتماعي أو سوء فهم السياق الرقمي، مما يؤدي إلى تفاعل غير متزن مع الآخرين.
ثقيل الدم الإلكتروني هو ذلك الشخص الذي يفرض آراءه بدون مرونة، أو يقلل من أفكار الآخرين، فيبدو وكأنه يريد أن يهيمن على النقاش بدلًا من الانخراط فيه بفاعلية، كما أنه غالبًا ما يفتقر إلى حس التوقيت، فلا يدرك متى ينبغي التوقف أو تغيير الموضوع، مما يجعل حديثه يبدو غير ملائم أو غير مشوق، البعض منهم يتكلف في التعبير فيحاول الاستعراض بطريقة مفرطة بهدف لفت الانتباه، في حين أن البعض الآخر يكون متطلبًا أو كثير الشكوى، مما يجعل التفاعل معه عبئًا بدلًا من أن يكون محادثة ممتعة.
المشكلة الأساسية ليست في شخصية هؤلاء الأفراد بحد ذاتها، بل في افتقارهم إلى مهارات التواصل الرقمي، ولتحقيق تفاعل أكثر جاذبية. ينبغي على الشخص أن يطور قدرته على إدراك ديناميكية الحوار الإلكتروني، فيتعلم كيف يكون حديثه متزنًا وممتعًا في الوقت نفسه. فهم السياق الاجتماعي لكل منصة يساعد في معرفة الوقت المناسب للحديث أو إنهاء المحادثة دون إسهاب غير ضروري، كما أن استخدام لغة سلسة وطبيعية دون تكلف يجعل التواصل أكثر إنسيابية، بينما يؤدي التجاوب الإيجابي مع الآخرين إلى كسر الحواجز وخلق جو تفاعلي صحي.
إضافة إلى ذلك، فإن إدراك حس الفكاهة والتفاعل المرن يعدان من العوامل المهمة في تجنب الوقوع في دائرة “الثقل الإلكتروني”، فالتواصل عبر الإنترنت ليس مجرد كلمات تُكتب، بل هو فن يتطلب إدراكًا اجتماعيًا وفهمًا للسياقات المختلفة. إذا تمكن الفرد من إيجاد التوازن بين التعبير عن ذاته واحترام الآخرين، فإنه سيصبح أكثر قبولًا وجاذبية في فضاء التواصل الرقمي، مما يجعل محادثاته ممتعة ومثرية بدلًا من أن تكون متعبة وثقيلة على الآخرين.