علاقة الأم بالطفل

كتب: أمل إبراهيم قاسم
العلاقة بين الأم والطفل من أهم العلاقات التي يقيمها الطفل مع البيئة المحيطة به بعد ولادته، وأولى العلاقات التي يكونها الطفل مع أسرته.
كل الأمهات يسعين لكي تكون هذه العلاقة كاملة وإيجابية قدر المستطاع. ونجاح هذه العلاقة يتوقف على قدرات الأم وجهودها، ويتوقف أيضاً على قدرات الطفل العقلية والنفسية، فلو الطفل عنده مشكلة سلوكية أو مشكلة عقلية أحياناً يفشل في تكوين علاقة مع أمه.
يجب على الأم أن تفهم وضع الطفل وحالته الصحية. ويتوقف بناء هذه العلاقة على ثقافة الأم وحالتها النفسية، ويجب أن تكون الأم على قدر من الثقافة لتفهم كل مرحلة من مراحل النمو عند الطفل، ومعرفة السلوكيات التي يمر بها وكيفية التعامل معها.
مهم جداً أن تكون الأم على استعداد لمواجهة المشكلات التي قد تتعرض لها من سلوك الطفل خلال انتقاله من مرحله إلى أخرى.
ولابد أن تعلم الأم أن العلاقة بينها وبين طفلها لا يمكن أن تستمر بصورة طبيعية مهما بذلت من مجهود. مثلاً في المرحلة المبكرة من العمر تكون طلبات الطفل كثيرة، ويكون شخصاً اتكالياً يعتمد على الأم في كل شيء، وأحياناً تعجز الأم عن تلبية هذه الطلبات.
وفي سن الخامسة والسادسة يميل الطفل إلى التمرد، لأنه يشعر أنه أصبح كبيراً ويطلب الاستقلالية. وفي السابعة والثامنة من عمره يشعر الطفل أن الأم قاسية عليه، وأحياناً بخيلة مهما قدمت له.
وكل هذه التغيرات تفرض على الأم أن تكون مستعدة لمواجهة مثل هذه المشكلات.
وترتبط العلاقة بين الأم والطفل أيضاً بالتغيرات التي تحدث، مثل التغيرات النفسية والاجتماعية، وأن فهم الأم لهذه التغيرات يساعدها على عدم القلق وحل المشكلة بهدوء.
علاقة الأم بالطفل من عمر 6 إلى 8 سنوات
العلاقة بين الأم والطفل من 6 إلى 8 سنوات
إذا كان الاطفال في سن الخامسة فتتسم علاقتهم مع الأم بالصداقة وتنفيذ للأوامر والتعليمات أحياناً بدون مشاكل. وتشعر الأم بالسعادة مع الطفل في هذا السن..
لكن الأمر يختلف مع الطفل في عمر السادسة، إذ يريد الطفل في هذا السن أن يشعر بالنصيب الأكبر من كل شيء حتى في حب والديه، كذلك عنده حب الملكية لكل شيء، وأحياناً يصبح منافساً وعنيداً لأمه ويقاوم أوامرها بشدة ليثبت ذاته ويصبح شخصية مميزة قوية، ودائماً يرفض كل شيء، وعبارته المشهورة “لا، أريد ذلك”، وأحيانا يظهر حبه لأمه ويقول لها أحبك يا ماما، ولكنه ينقلب بسرعة في موقف آخر ويقول أنا اكرهك، يا ليت أموت، فتنهار الأم وتستغرب من كلامه. سلوك الطفل هنا يفسر بطريقتين: ممكن الطفل يكون يتمرد لأنه غير حاسس أن الأمور ماشية مثل ما هو يريد، أو أنه يريد يجرب والده ووالدته هل سيستسلمان لهذا الأسلوب أو سيرفضانه.
الطفل ذكي جداً، ولما يدخل في سن السابعة يفضل الانسحاب من مواجهة المشاكل مع الأم بعد ما كان يهاجمها، ويبدأ يشتكي من الأم والأب، ويتصور أنهما لا يحبانه، ويبدأ يتخيل أنه ليس ابنهم وأنه ابن لأم ثانية، فيجب على الأم أن لا تظهر قلقها من هذا السلوك وتتعامل معه بحب وهدوء، لأن الطفل عندما يدخل الثامنة من عمره يرجع مرة أخرى لحب أمه وصداقتها وارتباطه بها وبناء علاقة قوية معها،
ويصبح من خلال تعبيرات وجهها يلاحظ متى تغضب ومتى تفرح.
وهناك بعض الأطفال يرتبطون بالأم بشكل يؤثر على أمور حياتها، فيجب على الأم أن تعوّد الطفل على السلوك المنضبط وتقسيم يومه، وهنا تظهر قدرة الوالدين على تفهم هذه المرحلة.