دعوة لإحياء الأرض الميتة وإحياء الأمل

كتب/ م.ز. عبدالقادر السميطي
إن إحياء الأرض ليس رفاهية بل واجب وطني وديني وأخلاقي ..
يقول اللَّه تعالى: “وَآيَةٌ لَّهُمْ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ” سورة يس (آية 33).
في قلب دلتا أبين ترقد آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية الميتة أراضي مهجورة منذ عقود كأنها خرجت من دورة الحياة تنتظر من يمد لها يد الرحمة والعناية.!
أراضي كانت في يوم من الأيام تعج بالخُضرة والحياة، أصبحت اليوم مرتعًا لأشجار السيسبان والأدغال والكثبان الرملية وكأنها تروي بمرارتها حكاية الإهمال والتقصير .
لقد ناشدنا وكتبنا وطرقنا الأبواب مرارًا وتكرارًا وكل مرة نصطدم بجدار الصمت وكأن صوت الأرض لا يُسمع
أو كأن أنينها لا يُؤلم ، عشرات الأشخاص طلبوا منا مساعدتهم في إيجاد أراضي
حتى وإن كانت ميتة ومستعدون لإحيائها وبذل الجهد والمال لكن الصدمة كانت دومًا في شروط بعض الملاك شروط تعجيزية
مبالغ خيالية ورفض لأي
شراكة عادلة وكأنهم لا
يريدون إحياء أرضهم
بل دفنها إلى الأبد !!
هنا نسأل أين روح المسؤولية تجاه الأرض؟
أين الإحساس بأهميتها كأصلٍ اقتصادي ووطني!؟
كيف يُمكن أن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذا الكم الهائل من الأراضي المهملة بينما البلد يعيش أزمات غذاء وبطالة وفقراء ؟
إنَّنِي وعبر هذا المقال أدعو حكومتنا الموقرة رغم فقرها المادي وغنى مواردها البشرية والطبيعية
إلى إعادة التفكير بأحياء الأرض الميتة ولماذا لا تشتري الحكومة هذه الأراضي أو تدخل في شراكة عادلة مع ملاكها أو مع رجال الأعمال الراغبين في استثمارها !؟, لماذا لا تكون هناك عقود واضحة على مبدأ لا ضرر ولا ضرار تحفظ حق المالك وتفتح باب الاستثمار والإحياء الزراعي !؟
يا حكومتنا الموقرة …
ألا يكفي أن تكونوا الحكومة الوحيدة في العالم التي لا تمتلك شبرًا واحدًا من الأرض الزراعية!؟
او حتى الأراضي لغرض البناء !
ألا يستحق هذا الواقع المفجع إعادة نظر شاملة؟ إلى متى ستظلون ممدودي الأيدي نحو المنظمات الدولية بينما الثروة الحقيقية (الأرض) نائمة تحت أقدامنا تنتظر فقط من يوقضها !؟
إن إحياء الأرض ليس رفاهية…
بل هو واجب وطني وديني وأخلاقي .
إن الأرض إذا أحييناها أحيَتنا وإذا تركناها تموت دفنتنا تحت ترابها صامتة
*نداء مفتوح* :
إلى ملاك الأراضي إلى الدولة إلى المستثمرين إلى المخلصين لهذا الوطن…
دعونا نفتح صفحة جديدة من الشراكة من أجل الأرض ومن أجل الغذاء ومن أجل الوطن
*عبدالقادر السميطي*
*دلتا أبين* 21/7/25