مقالات وآراء

من ينصف المعلم سيخلده التاريخ ؟

كتب / ناصر التميمي

 

يعيش المعلم اليوم في الجنوب معاناة كبيرة جدآ جراء انهيار العملة المحلية أمام العملات الأجنبية ،والارتفاع الجنوني للأسعار ،وتأخر صرف الرواتب في موعدها المحدد مع نهاية كل شهر ،وهلمجرا من المعاناة في شتى المجالات الحياتية الأخرى التي أثقلت كاهل المعلم وحولت حياته إلى جحيم من المعاناة ،في ظل صمت مطبق من الجهات المعنية مما وصل إليه حال المعلم الذي هو صانع الأجيال ،وباني نهضة الأوطان منذ سنوات معلموا الجنوب يطالبوا الحكومة بالإستجابة لمطالبهم المشروعة حي يعيشوا بكرامة لكن لا حياة لمن تنادي ! وكأننا عائشين في جزر الواق واق ،وليس في دولة تحكمها المؤسسات ولديها مليارات من الدولارات التي تدخل الى خزائنها شهرياً وسنوياً من إيراداتها ومن الدول المانحة،وكل ماكنا نسمعه من الحكومات السابقة هو خرينة الدولة فارغة بينما هناك مسئولين وقابعين في دول المهجر ويستلمون بالعملات الصعبة ،والمعلم الذي يعمل في الميدان لم يستجب له أحد والله عجائب في يازمن ! .

 

المعلم لن يتراجع قيد أنملة عن المطالبة بحقوقه مهما كانت الضغوطات التي تمارس عليه هنا او هناك من أي جهة كانت ،لأنه قد أعطى الجهات المختصة فرصة للإيفاء بالوعود، وإطلاق سراح حقوقه المختطفة من تسويات وعلاوات وغيرها دون جدوى ، حيث أعلنت أغلب النقابات في حضرموت ساحلها وواديها الإضراب المفتوح من اول يوم دراسي حتي تتحقق المطالب التي تم الإعلان عنها أسوة بالعاصمة عدن التي لا يزال معلموها صامدون في إضرابهم من العام الماضي إلى اللحظة من أجل انتزاع حقوقهم ،وفي هذا المقال المتواضع أقدم الشكرهم الجزيل لهم على صمودهم الأسطوري ولكل الزملاء في المحافظات الجنوبية الأخرى .

 

يقف المعلمين اليوم وقفة رجل واحد على طريق انتزاع حقوقهم بالطرق المشروعة التي كفلها لهم الدستور والقانون ،لا يعني أضراب المعلمين أنهم يريدون تعطيل العملية التعليمية ،وهم غير راضين بأن يظل الطلاب بدون تعليم،ولكنهم أجبروا على اتخاذ القرار بعد أن لم بلاقوا استجابة من الجهات الحكومية المسئولة التي أدارت ظهرها إلى الخلف عن مطالب المعلمين ،وكان الأمر لا يعنيهم ،شوفوا إلى أين وصل الاستهتار بالمعلم،لقد مضى أكثر من عام على اضراب المعلمين بعدن ،ولم يلقوا أحد حتى يجلس معهم من الحكومة يستمع لهمومهم شوفوا إلى أين وصل بنا الحال في هذا البلد ،ويجلك واحد أموره سمن على عسل ويقول بالفم المليان درسوا يامعلمين ..! غير مقدر للحالة التي وصل إليها المعلم جراء ما يعانيه .

 

نحن المعلمين املنا كبير في رئيس الحكومة الدكتور سالم بن بريك أن ينظر إلى معاناة المعلمين ،ويستمع لصوتهم الذي لا يزال صداه يتردد في المعموره ،ويصدر أوامره العاجلة بإنصاف المعلمين بإطلاق حقوقهم الموقوفة منذ عدة سنوات التي ينتظرها المعلمين بفارغ الصبر حتى يعود لهم ،ياترى هل سيفعلها بن بريك وينصف المعلم ،وان فعلها فإنه سيخلده التاريخ .. !

زر الذهاب إلى الأعلى