نغمة عفاش بمظلومية عدن يطعن الجنوب

كتب/عبدالقادر باراس
من خلال متابعتي لما أورده الزميل فتحي بن لزرق، رئيس تحرير صحيفة “عدن الغد”، في سياق طرحه أثناء حوار البودكاست الذي أجرته منصة دارة، وسألته هل أبناء عدن مظلومون؟
بدا واضحًا أن زميلنا فتحي يعيد إنتاج نفس ‘أسطوانة عفاش والساسة الشماليين’ التي كانوا يرددونها عقب حرب 1994م لتبرير غزوهم للجنوب عبر شماعة ‘إخفاقات الحزب’، ليستبدلها اليوم بنغمة ‘الجبهة القومية’ ليقدم خطابًا مستعطفًا بمظلومية أبناء عدن، على نحو مشابه تمامًا لما كان يردده عفاش في اسطوانته حول مظلومية أبناء عدن.
الأخطر في حديث زميلنا فتحي، بقوله ان “الجبهة القومية احتلت عدن” وهو توصيف يحمل تشويها للإنسان وللتاريخ الوطني الجنوبي ويمثل انحدارا معرفيا وأخلاقيا، إذ ينكر على أبناء الجنوب حقهم في عاصمتهم عدن، ويشوه تضحياتهم ويلغي انتمائهم على مختلف رقعة ارضهم، ويساوي بينهم وبين من غزاهم في حرب 1994م.
لسنا بصدد إنكار إخفاقات أو فشل الحكومات المتعاقبة في الجنوب ابان فترة حكم الحزب الواحد، فذلك أمر لا يختلف عليه اثنان. غير أن وصفه من حكموا الجنوب من أبناء الجبهة القومية بالمحتلين يُعد إساءة لأبناء جلدته بل يعد انحدارا فكريا يخلط بين مفاهيم التحرير والغزو وينكر لانتمائهم لوطنهم ولعاصمتهم عدن. ولا يجوز للاختلاف الفكري والسياسي ان يحول أبناء الجنوب إلى محتلين في ارضهم.