السفن والمراكب العربية إلى أين؟ مقال لـ”عبدالله باهيصمي”

[su_label type=”warning”]كريترنيوز / خاص[/su_label] 

كتب / عبدالله باهيصمي

بعد الاعاصير والفيضانات والزلازل في المنطقة العربية تاهت وضاعت معظم سفن هذه الدول وانحرفت عن مسارها الطبيعي وان رست بعضها على الميناء والأخرى لاتزال تشق البحار !! لكن هناك في وسط البحر لاتزال سفينة الجنوب العربي تتقاذفها  الأمواج العاتية محاولة اغراقها الى الأبد !
لقد تعددت أسباب إبحار تلك السفينة وهي بالية قديمة لا تقوى على مواجهة تلك الاعاصير والأمواج ولكنها تحاول جاهدة النجاة ،، فكم أعطت إشارات استغاثة  ولكن ما هناك من يجيب على تلك الإشارات الاضطرارية ،، تقطعت بها السبل في حيرة من امرها الى اين تتجه ؟
الكل يصيح ويندب حظه ،، الكل يستغيث ،، الكل قد أيقن انه هالك لا محالة ،، لقد مرت فترة طويلة وتلك السفينة تراوح مكانها ،، كلما اتجهت غربا إعادتها الريح شرقا! وكلما اتجهت شمالا رجعت جنوبا ! لقد ودع الخليل خليله والصاحب صاحبة والأخ أخيه والجار جاره !! الكل قد شغلته لحظات الوداع والفراق الأبدي ! انطفئ مصباح السفينة فجأة ولحقه احد المحركات بفترة قصيرة ! الغذاء بدأ ينفذ ، والماء الصالح للشرب قد لوثه ماء البحر المالح ! لقد امتزج معه معطيا طعما ومذاقا غريبا! الكل يشرب بل ويزيد من شربه الماء الغريب ! هناك صراخ وعويل لقد تضاعفت أوجاع الناس وداهمتهم الأمراض ! اين الدكاترة اين الممرضات بل أين الدواء؟ يالها من حالة جدا صعبة وحرجة ! كيف الخروج وفِي اي اتجاه ؟ وإلى أين ومتى؟ هذه هي الأسئلة المتداولة بين الناس من مختلف الإعمار ،، لقد تساوت حالاتهم جميعا !
يا الله يارب العالمين انقذنا ،، أغثنا ،، يامجيب المضطرين أجبنا ،، يا من لاتخفى عليه احوالنا فوضنا أمرنا إليك،،
هذا كان آخر دعاء قد ساد وشمل السفينة كلها ،، ولازالت هناك تصارع الموج وسط البحر ،، والاهم انها لاتزال  تحمل العلم الجنوبي !!!