السلام مطلبنا

كتب/نعمة علي أحمد السيلي
أن ما سيتحقق بالسلام أكثر بكثير عن ما ستحققه الحرب لأن الجلوس على طاولة المفاوضات والحوار سيقضي على كثيرا من نقاط الاختلاف ويساهم في التوصل إلى الرأي السديد وعلينا أن نسعى لتحقيق هذا الطموح عن طريق زيادة الوعي المجتمعي بأهمية تحقيق السلام على ضوء أهداف التنمية المستدامة والبدء باتخاذ الإجراءات اللازمة لتحويل هذا الحلم إلى حقيقة لأن الجميع يدرك بأنه لن تتحقق أي تنمية سوى بأحلال الأمن والأمان والتعايش والسلام ونأمل أن يكون عام 2021 م عاما للسلام والتنمية المستدامة عام المساواة والتعايش والحرية والتآخي والاعتراف بحق الآخر في المشاركة الفاعلة للنهوض بمستوى معيشة حياة الناس وهذا لن يتأتى إ الا بأعطاء كل ذي حق حقه وإلغاء التمييز وعدم المساواة والاعتراف بحق المرأة في المساهمة في إدارة الشأن العام تنفيذا لقرار مجلس الأمن رقم 1325 الصادر في أكتوبر 2000 م وقد ألزم كل الدول الأعضاء وجميع الأطراف الأخرى أخذ التدابير اللازمة في المسائل المتعلقة في مشاركة المرأة في عملية صنع القرار.
هذا القرار يؤكد على أن مشاركة المرأة الكاملة والهادفة والمتساوية مع أخيها الرجل في عملية إحلال السلام والحلول السياسية في مجال حفظ السلام وتحقيق نتائج سلام مستدامة
نحن كنساء نعيش في مفترق طرق أما أن نفقد المكاسب التي تم تحقيقها في مجال حقوق المرأة والسلام وضمان المشاركة المتساوية والهادفة في جميع مجالات السلام والأمن في عملية صنع القرار أو سنظل بمنأى عن أي مشاركة فاعلة وهذا ما تظهره مؤشرات تشكيل حكومة الشراكة بين الانتقالي والشرعية
نحن النساء نريد أن نبصر نور السلام من جديد لان الحرب قضت على كل جميل في حياتنا، نريد أن نخرج من عباءة الوصاية ونمتلك قرارنا، ونتوقع أننا سنحقق السلام وسنعيش في أمن وأمان بالرغم من حجم التحديات التي تواجهنا، نطمح بحياة سعيدة بعيدة عن مآسي الحروب التي أهلكت الحرث والنسل وجعلتنا ندفع أثمان باهظة من حياة خيرة شباب الجنوب في حرب عبثية ليس لنا فيها ناقة ولا جمل، حرب بالوكالة لتحقيق مصالح إقليمية ودولية جعلت أرضنا ساحة وشبابنا قرابين لتصفية حساباتهم، ولازال دم شبابنا نازفا على طول الجبهات في جبهة الضالع ونقيل ثرة وكرش والساحل الغربي وشبوة وأبين ومأرب بينما أبناء المحافظات الشمالية الغالبية العظمى من أبناء المسؤولين يعيشون في رغد العيش وينتقلون في عواصم العالم.
اعتقد ياسادة بأن الأمر مرهون بنا للخروج من النفق المظلم لان معانانتا تكمن في الفكر الأحادي الذي يرى أنه على صواب وغيره في ضلال ولا يقبل بالرأي الأخر ويرميه بشتى أنواع التهم.
للأسف هناك من لم يقدر خطورة هذا الأمر بأنه انعكاس حقيقي وتعبيرا عن إفلاس أخلاقي ومكابرة الاعتراف بالأسباب التي أوصلتنا إلى مانحن فيه ونوهم الناس أننا بخير مهما ساءت الأمور وأننا لسنا بحاجة إلى مراجعة النفس الأمارة بالسؤ وكل مافي الأمر أننا نتعرض لمؤامرة وكل ما نحتاجه أن نكون يقضين لهؤلاء وسوف تكون الأمور بخير وننسى أننا نمثل الطرف الأخر للمؤامرة لأنه لا يمكن للمعادلة أن تسير وتتوازن مالم نكون مشاركين أساسين في المؤامرة عبر سلبياتنا وبعدنا عن تشخيص ودراسة ومعرفة المسببات
يجب أن يحكم الجميع ضمائرهم والأعتراف بأن المسؤولية مشتركة إلى ما وصلنا إليه وسبحانه وتعالى القائل
(( أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ))
متى نفيق من غفوتنا ونجلد الذات التي ظلت تكابر دون وعي أو أكتراث بمترتبات مانحن فيه من لا مبالاة وبأننا أصبحنا حتى غير قادرين على إدارة مرتكزاتنا الاقتصادية التي أصبحت تدار من قبل غيرنا.