ادخلوها بسلام.

كتب : علي بن علي الجامزي
مهما ساح حبر قلمي على بياض الأوراق، ومهما اخترعت من مفردات جديدة لن استطيع رسم الصورة البهية لأنقى الأماكن وأكملها وأروعها وأجملها.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((قال الله تعالى : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر)).
وقال تعالى : {فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون}
(السجدة: 17).
نعم إنها قرة العين وملاذ الروح إنها “الجنّة”، وهي ليست حقيقة قادمة فقط، بل أنها تلك الأماكن التي لا تستطيع الأرض أن تمنحنا إياها، إنها ثمرة الحب النقي الذي بخلت به الدنيا،
إنها الوجوه التي غادرتنا وحُرمنا من رؤيتها، إنها النسمة العليلة التي تُشبع الروح قبل الرئة،
إنها الحنان والأمان والمحبة والمودّة والعطف واللُّطف،
إنها الخير المُطلق والحب الخالص، إنها انقطاع للنظير في الجمال، مبهرة للقلوب والاعيان، مريحة للروح والإنسان،
إنها الفاكهة الندية، والأشجار البهية،والأنهار السقية، والحور الفاتنة لا مرض فيها ولانصب ولا هموم.
وقال تعالى لآدم :
{ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى }
في رحابها لاتجوع ولا تعطش
ولا تصيبك الشمس بحرها، ولايقرصك البرد فيها فهي المعنى الحقيقي للمكان المثالي
ولاتدري بأي الأعمال تدخلها
ربما بجبر خاطر ، أو ابتسامة، أو كلمة طيبة، ربما بصدقة، أو تلاوة آية ، أو بتسبيحة أو بطهارة قلب
لاتستصغر تلك المسحة على اليتيم، أو ذلك الأذى الذي أزلته عن طريق العابرين ولم تلق له بالا.
أو تلك الابتسامة التي جبرتَ بها خاطراً مكسوراً، ولا تحتقر تلك الصدقة الشحيحة فرُبّ دينار يفتح لك باب الجنان على مصراعيه ويكون سبباً في دخولك الجنة.
فاللهم اجعلنا ممّن يورثون الجنان ويبشِّرون بروح وريحان.