آداب وفنون

ملاذي الآمن وقِبلتي ..

كتب  : د . مريم العفيف

نحن العاصفة والإعصار والسفينة والبحار ، نحن أبناء القضية بعمقها وعظمتها ، مابين جملة دوافع المرء النفسية منا التي تجتاح خلجاته ورغبته الجامحة ، ثابتة الموقف تجاه مبادئه الصادقة يأتي الوطن بشارته الأولى قبل كل شيء نزعته الأبدية لأن به التزام حتمي تجاهه ، وتلك علاقة وطيدة عميقة عظيمة لا يمكن لكائن من كان مهما بدت عبقريته طاغية أن يكون كالجلاميد تحول بين هذه العنفوانية الثائرة بالروعة الفياضة والشاعرية الصاخبة والجرأة والشجاعة الماثلة أمام الجميع ممتشقة القامة شامخة الحضور عالية البيان .

 

إن الوطن الذي يسكننا ويجيش عاطفتنا ويجعل منا ذاك الكائن الجزل في عطائه اليافع في ترنيماته ، المحارب الشرس حينما تطلبه الظرفية المتعملقة في ديباجتها هو حقيقتنا بلا منازع وبلا شك أو ريب إننا أبناؤه ، ولدنا بفطرة عشقه وحبه ، ومهما بدت ملامح الشحوب تتربص بنا من كل حدب وصوب إلا أن النظر إلى تفاصيله يشعرنا بالطمأنينة والأمان، إننا به ثملون جدًا وثراه عندنا كالثريا لا أحد بأعيننا مثله ، إن جنوبنا الحبيب ليس رقعة من أرض على ظهر هذه البسيطة بل الفؤاد بأسره والقلب بنبضه حكايتنا معه أننا نبتدء به وننتهي عنده ، فهو مسمانا وصفتنا وأصلنا وفصلنا ، هو الحياة وتنفساتها.

زر الذهاب إلى الأعلى