آداب وفنون

تنعتني بالشاعرة!

شعر: آناهيتا سينو

تسألني عن مقاديرِ الشوقِ
الذي يطحنُ ذاكرتي
وقد نسيتَ أن تخمرَ صوتي
في دنِّ ذاكرتك
وتسجِّل تاريخَ وجعي
في مذكرتكَ التي دونتَ فيها
أحلامي..
لا ضير، كل المدن تنسى في ضجيجها
ذاكرة َالأصوات
كلُّ المدنِ تعتادُ وجعها
في أزمةِ التواريخ
لن أبايعَ ضجيجكَ في خلوتي
فبها
تقتلُ صمتَ صلواتي
أنتَ مدينةٌ ضاعت ضفافها في خلايا الغربة
وأنا نهرٌ من الخمرِ مسوَّرٌ بالثمالة
قد تسأل ما حاجةُ المدينةِ للضفاف والنهر للسور

سأتحايلُ على الكلمات
وأجيز ما لا يجوز
من كلِّ نوباتِ الشك
وكلِّ الأقدار التي تسطِّرها الأنامل
فتمسحُ ضفافَ الكلمات ليغدق القلب
بحباتِ السُّكَّر
أو تسوَّر المعاني فتنحسرُ الغربة
في فنجانِ قهوةٍ أقلبها عن غيرِ قصدٍ
وآخذ دورَ العرافة
هناكَ طريقٌ يلوحُ من بعيد
يالهُ من بعيد
قد لا أمشي فيه
وحمامةٌ رمادية قد تحملُ إليَّ
أخبارك
أتكون سارةّ يا ترى؟
لماذا لم تكن الحمامةُ بيضاء؟ لكان التنبؤ أسهل
وها هي رسالةٌ مغلقةٌ في زاوية الفنجان
أحاول منذُ عصورٍِ أن أفتحها ولا أستطيع
لست بشاعرة ولا عرافة
أنا قلبٌ صغيرٌ ينبضُ بالحسرة
في زمنٍ ضاقَ بالمعاني
فتاه في زحمةِ المصطلحات.

زر الذهاب إلى الأعلى