لا تكره يومك حتى يمضي
قصة: عبدالله محمد العمودي
نظر إليَّ وقال لي: “لا تكره يومك حتى يمضي.”
في البداية، لم أفهم مغزى هذه العبارة. كررها لي أكثر من مرة في اليوم، وأصبحت مألوفة لدي، لكن الفضول دفعني لسؤاله: “لماذا تقولها؟ ماذا تعني؟”
ابتسم وقال: “كثير من الأشياء، ومهما شرحتها، لن تفهمني.”
ظل يكرر العبارة في لحظات شرودي، وأنا أحاول التركيز على كلماتها. كانت تسكنني رغبة عارمة لفهم معناها، لكن كلما حاولت، كنت أشعر بالضياع أكثر.
“كيف يمكن لشيء يبدو بسيطاً أن يكون بهذا التعقيد؟” كنت أفكر في نفسي.
ذات يوم، لم أتمالك نفسي، فسألته مجدداً: “كيف استطعت أن تقول هذه العبارة؟”
أجاب بهدوء: “إنها الإرادة. الإرادة في التعايش مع كل ما يأتي في يومك، الجيد والسيئ. إذا كرهت يومك، فأنت في معركة دائمة مع ما لا يمكنك تغييره.”
في إحدى اللحظات، كنت أشكو من يوم ممل وسيئ، فقال لي بحزم: “لا تكره يومك حتى يمضي. كل يوم يحمل درساً، حتى وإن لم تره الآن.”
تأملت عبارته طويلاً. على الرغم من صعوبة الفهم في البداية، إلا أنني بمرور الوقت أدركت أن السر يكمن في التقبّل.
بدأت أستفيد من تلك العبارة شيئاً فشيئاً، وأصبحت أرى في الأيام السيئة فرصاً خفية للنمو. صحيح أنني لم أفهمها بسهولة، ولكن مع مرور الوقت، أصبحت أكررها لنفسي، علّني أجد فيها الخلاص.