آداب وفنون

عدة نصائح

قصة: عبدالله محمد العمودي

تلقى صالح عدة نصائح من أمه كانت مؤثرة بشكل كبير على حياته، وغيرت شخصيته كثيرًا. أصبح صالح دائم التلهف لسماع نصائحها حينما يدخل المنزل أو يخرج منه، سواء بعد عودته من المسجد أو عند ذهابه لزيارة جيرانه. كان أحيانًا يسألها، وهي تتصفح هاتفها: “ما هي النصائح التي ستقولينها لي يا أمي؟ أخبريني بها.” فكانت ترد عليه: “لدي نصائح كثيرة، لكنك لن تفهمها بسهولة، فأنا أعرفك جيدًا يا ولدي.” تابعت حديثها وقالت: “احذر من التنمر على الآخرين.” ومنذ ذلك الحين، لم يتنمر صالح على أحد، خاصة زملاءه في المدرسة.

في إحدى المرات، قالت له: “كن هادئًا ولا تصدق كل القصص التي تراها أمام عينيك.” بعدها، صار صالح هادئًا عند مواجهة أي موقف، ولم يصدق كل ما يراه أو يسمعه. وذات مرة، سألها: “هل لديك نصيحة أخيرة؟” فأجابته: “نعم، ولكن لدي نصائح أخرى أيضًا. أولها: عليك أن تنام مبكرًا كي تستيقظ للمدرسة وتشارك في الطابور الصباحي.” وبالفعل، التزم صالح بالنصيحة وبدأ ينام مبكرًا ليحضر الطابور.

كما نصحته أمه يومًا بالاعتناء بواجباته المدرسية، خاصة بعدما كان مهملًا في أدائها. ومنذ ذلك الوقت، اعتنى صالح بواجباته وركز على ما يقوله معلمه في الفصل.

في النهاية، تحولت نصائح أمه إلى مرشد دائم في حياة صالح، غيرت سلوكه وأصبحت جزءًا من شخصيته. لم تعد مجرد كلمات، بل قواعد يعيش بها، ومع مرور الوقت بدأ يكتسب حكمته الخاصة، مسترشدًا بما تعلمه منها.

زر الذهاب إلى الأعلى