سداد المبلغ
قصة: عبدالله محمد العمودي
شعر زيد بالحرج الشديد كلما وقف أمام البائع الذي كان يستدين منه يوميًا، إذ لم يسدد المبلغ الذي تراكم عليه منذ شهرين ونصف. تغيرت ملامح البائع قليلًا، وقال له بنبرة صارمة: “أريدك أن تسدد المبلغ غدًا.”
أجاب زيد بهدوء: “إن شاء الله”، لكنه كان يعلم في داخله أن مرتبه لم يصل بعد، مما زاد من حيرته وحيرة البائع، الذي بدأت علامات القلق تتزايد على وجهه. سأله البائع بقلق: “لماذا تأخرت في السداد؟”
أجابه زيد بصدق: “لم أستلم مرتبي بعد. أعطني مهلة ليوم آخر.”
أعطاه البائع مهلة لأسبوعين، ولكن زيد قال: “قد أستلم مرتبي بعد ثلاثة أسابيع. لا تقلق، سأقوم بتسديد المبلغ.”
مرت ثلاثة أسابيع دون أن يتغير شيء، ولم يستلم زيد مرتبه. عاد ليخبر البائع: “ربما أستلم مرتبي بعد شهرين.”
ومع مرور الوقت، ازداد الحرج على زيد، والبائع لم يعد قادرًا على الانتظار. قال له بنبرة تملؤها الحيرة: “أريدك أن تسدد المبلغ خلال ثلاثة أسابيع.”
قاطعه زيد: “أعطني يومين فقط، وسأقوم بالتسديد.”
وافق البائع على منحه يومين، لكن مرت الأيام دون أن يسدد زيد المبلغ. وبعد مرور ثلاثة أشهر، استلم زيد مرتبه أخيرًا وتمكن من سداد ديونه.
ابتسم البائع وقال له: “أشكرك، رغم أنك جعلتني أشعر بالحرج طوال هذه الفترة”.