ضجيج الحداثة ..

خاطرة : زينب نور الدين
ضجيج الحداثة .. في بادئ الأمر ظهر لي أنه مجرد انشغال بالتواصل مع الآخرين والاطمئنان عليهم، ونظرة عامة لما يحدث حولنا من أخبار واتجاهات.
ولكن سرعان ما تحولت الدقائق إلى ساعات، والنظرة الخاطفة أصبحت نظرة مطولة، وخبر يرسل خبرًا، وصورة تجر الثانية والرابعة.
تحول من وقت ترفيهي وتواصلي إلى وقت أساسي لا غنى عنه. تحول حديث الواقع إلى صمت، والصمت إلى ضجر من التواصل الفعّال. تحولت الحياة من حياة ممتعة مليئة بالتفاصيل إلى حياة سريعة الإيقاع، لكنها رتيبة ومملة تميل إلى الاختصار.
تلك هي الحداثة التكنولوجية، تأخذك إلى حيث تريد هي، دون أن تشعر. ولكن أنت وأنا والجميع علينا أن نضع قول النبي صلى الله عليه وسلم نصب أعيننا : “لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن خمس : عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه.
لكل أولوية، فرتبها دون أن تدمن الهاتف، ودون أن تزهد فيه تمامًا.