آداب وفنون

قصة “الأسد والفأر”.. من التراث العالمي..! 

كتب/ عيشة صالح

 

في غابةٍ بعيدةٍ مليئةٍ بالأشجارِ العاليةِ والحيواناتِ الكثيرة، كان هناك أسدٌ قويٌّ يُلقّب بملك الغابة. وفي أحد الأيام، بينما كان الأسد نائمًا تحت ظلِّ شجرةٍ، تسلّق فأرٌ صغير فوق جسده دون أن ينتبه.

 

استيقظ الأسد فجأةً، وزأر بصوتٍ عالٍ، وأمسك الفأرَ الصغيرَ بمخالبه.

 

قال الأسد غاضبًا:

– كيف تجرؤ على إزعاجي أيها الفأر الصغير؟ سأجعلك وجبتي اليوم!

 

ارتجف الفأر وقال بصوتٍ خائف:

– أرجوك، لا تأكلني! لم أقصد إزعاجك، سامحني هذه المرة، وربما أستطيع مساعدتك يومًا ما!

 

ضحك الأسد وقال بسخرية:

– أنت؟ تساعدني؟ أنا الأسد القويّ، وأنت لا تكاد تُرى!

 

لكنّ الأسد شعر بشيءٍ من الرحمة، فأطلق سراح الفأر وقال:

– اذهب، ولكن لا تزعجني مرةً أخرى!

 

مرّت الأيام، وفي أحد الأيام سمع الفأر صوت زئيرٍ حزين. ركض باتجاه الصوت، فوجد الأسد عالقًا في شبكةٍ وضعها الصيادون.

 

قال الفأر:

– لا تقلق، سأساعدك كما وعدتك!

 

وبسرعةٍ بدأ الفأر بقضم الحبال بأسنانه الصغيرة، حتى قطع الشبكة وحرر الأسد.

 

فرح الأسد وقال:

– شكرًا لك أيها الفأر الشجاع! لقد علّمتني درسًا مهمًّا: لا أحد صغيرٌ على فعل الخير!

 

ومنذ ذلك اليوم، أصبح الأسد والفأر صديقين لا يفترقان.

زر الذهاب إلى الأعلى