آداب وفنون

قد بلغت الحلقوم

كتب: أحمد مهدي سالم

 

تثملني نسمات آخر الليل القادمة
من أعالي الجبال، وأشجار الغابة
التي تحنو على كائناتها حنو الأم على وليدها..
تنساب في أوردتي بقايا من فرح قديم، وضجيج أمكنة التقاء نهشتها الذكريات،
أعتدل في جلستي، وأرفع رأسي متيقظًا حتى لا تنهشني سباع الليل،
و” الليل موال العشاق ،
ودليل الشوق والأشواق “1*
كما هو جنة الهاربين، وملاذ المارقين
عن نواميس الأخلاق والجمال..
أرقب السماء مبتسمًا من زهو وعشق النجوم،
ومطاردات سهيل للثريا التي تمعن في دلالها، وغنجها، ولا تستجيب إلا بعد ممانعة شهية.
وتمر أحداث النهار المزعج في مخيلتي كهجوم قطار سريع على المحطة فتسرق قليلًا من بهجتي المصطنعة مع أمواج الليل البهيم..
أحاول استعادة رباط جأشي..
أستجمع كل قواي،
وأرجع للقبض على لحظة الفرح الهاربة، وأمارس اندماجي فيها
بجيشان الخيال الشارد،
ولهفة العشق الماجد
لكي نحس أننا لا نزال في الحياة
في ظل تأكيد كل مقومات موتنا،
وقهر حضورنا، وإخراس صوتنا..
بسهام ورماح الحكم الباطش..
الناهب..الناهش.. الفاحش..
المتوهم أنه سيدوم،
وروح الغضب قد بلغت الحلقوم.
لا معقل فساد سيبقى،
لا سجن مخالف سيدوم.

.*مقطع من أغنية جميلة للفنانة الرائعة شريفة فاضل.

زر الذهاب إلى الأعلى