الأدب بين الإلهام والتجربة اليومية

كريترنيوز/ متابعات /البيان/القاهرة
تساؤلات كثيرة تدور حول الإبداع الأدبي ومنها هل يخضع للحظات من الإلهام، أم أنه حرفة تتقن بالممارسة اليومية والصقل؟
هناك من يرى أن الإبداع الأدبي شرارة تضيء أذهان المبدعين في لحظات نادرة يتم اقتناصها، ومنهم الروائي المصري جمال مقار، بينما يؤكد آخرون كالكاتب والروائي ناصر عراق أن الكتابة الإبداعية نتاج ممارسة يومية وجهد متواصل وتدريب مستمر.
جمال مقار: الإبداع الأدبي عمل يمتزج فيه الإلهام بالثقافة:
يرى جمال مقار أن الكتابة الإبداعية ليست حرفة أو عادة على المبدع ممارستها يومياً، بل إن تحقيقها يحتاج إلى عوامل عديدة، مؤكداً أن الإبداع نتيجة عمل يمتزج فيه الإلهام بالثقافة والخبرة بالرغبة في العطاء.
سؤال شائك:
وقال الفائز بجائزة نجيب ساويرس عام 2007 عن مجموعته القصصية «سفر الطفولة ونصري والحمار»: «لأن الكتابة الإبداعية كتابة خارقة للعادة والمألوف؛ لذا لا أحد يستطيع أن يقطع بشكل حاسم على السؤال الشائك: هل هذا النوع من الكتابة خاضع تماماً للإرادة أم أنها تأتي تحت ضربات الإلهام المفاجئ».
وتحدث جمال مقار صاحب رواية «أغنية الدم» عن تجربته الخاصة في الكتابة وقال: «بالنسبة لي بعض الكتابات الإبداعية جاءت تحت ضربة إلهام مفاجئة، وبعضها اخترت كتابته اختياراً مستخدماً آليات مختلفة منها النهل من مخزون يعرف بالخبرة كيف يدثر الجمل والعبارات بما يشبه التلقائية».
ناصر عراق: المبدع الحقيقي عليه أن يمارس عمله يومياً وبانتظام
ناصر عراق: المبدع الحقيقي عليه أن يمارس عمله يومياً وبانتظام
في المقابل، قال ناصر عراق: «يخيل إليّ أن المبدع الحقيقي المحترف عليه أن يمارس عمله يومياً وبانتظام، فإذا كان رساماً، وجب عليه أن يرسم كل نهار، وإذا كان موسيقياً، فمن الضروري أن يعانق آلته كل يوم، وإذا كان ممثلاً من الأفضل كثيراً أن يتقمص إحدى الشخصيات كل ليلة؛ أما إذا كان من الذين أدركتهم حرفة الأدب من أمثالي، فمن الضروري أن يكتب يومياً».
وتابع: «للالتزام بالكتابة اليومية مزايا عديدة أبرزها «تطوير المهارات اللغوية من خلال ابتكار صياغات وتراكيب جديدة ما دام المبدع يعكف بانتظام على مصادقة اللغة، وهي بحر كبير يحتاج إلى تدريب يومي ليتمكن المرء من السباحة فيه ببراعة، وتعزيز خياله الأدبي، فالانشغال اليومي بفكرة قصيدة أو قصة أو رواية، سيدفعه دفعاً إلى التحليق في عالم الخيال، والخيال هو المعادل الموضوعي للعمل الأدبي الجميل».
وأضاف: «أما بخصوص النص الروائي، فالكتابة اليومية تسمح للمؤلف بالتوحد مع شخوص روايته والتنقل بها ومعها من حدث إلى آخر، وهو في حالة انغماس تام في الأحداث، لكن إذا تجاهل الكتابة يوماً أو بعض يوم، تعرض تدفقه الروائي للنضوب».