طب وصحة

حقق نتائج مذهلة وأزال الورم تماماً.. دواء جديد “يمحو” أخطر سرطان دماغ في العالم

كريترنيوز/ متابعات /وائل زكير

 

في خطوة طبية تاريخية، كشف دواء جديد عن نتائج مذهلة في مكافحة أخطر أنواع سرطان الدماغ، الورم الأرومي الدبقي. هذا الدواء، الذي يعتمد على تعزيز الجهاز المناعي، حقق ما كان يبدو مستحيلاً، حيث اختفى الورم تماماً عند أحد المرضى بعد تناوله الدواء الجديد، مما يمنح أملاً جديدًا لعشرات الآلاف ممن يعانون من هذا المرض القاتل حول العالم.
وبحسب صحيفة “إندبندنت” البريطانية ، فإن المريض بن تروتمان، البالغ من العمر 43 عامًا، كان قد شُخّص في أكتوبر 2022 بمرض الورم الأرومي الدبقي – وهو أحد أكثر أنواع سرطان الدماغ شراسةً وأسرعها فتكًا، حيث لا يتجاوز متوسط البقاء على قيد الحياة للمصابين به عادةً ما بين 12 إلى 18 شهرًا. إلا أن قصة تروتمان، جاءت على غير المتوقع، فبعد عامين وثمانية أشهر من تلقيه العلاج المناعي، كشفت فحوصات الأشعة الحديثة عن غيابٍ تام للورم، دون أن يخضع لأي عملية جراحية تكميلية.
“إيبيليموماب”
هذا الإنجاز دفع هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) إلى إطلاق تجربة سريرية جديدة يُشارك فيها 16 مريضًا، تمتد على مدار 18 شهرًا، لاختبار فعالية العقار المناعي “إيبيليموماب”، الذي يُعطى للمرضى قبل العلاج التقليدي (الكيميائي أو الإشعاعي)، بهدف تسليح جهاز المناعة في ذروة قوته.
تُجرى الدراسة في مستشفى الأعصاب وجراحة الأعصاب التابع لجامعة لندن كوليدج (UCLH)، تكريمًا لذكرى البارونة مارغريت ماكدونا، التي توفيت إثر إصابتها بنفس الورم في عام 2023. شقيقتها، النائبة البريطانية سيوبان ماكدونا، قادت حملة واسعة نجحت في جمع أكثر من مليون جنيه إسترليني لتمويل المرحلة الجديدة من الأبحاث، وأطلقت على التجربة اسم “محاكمة مارغريت” تخليدًا لذكراها.
وقال الدكتور بول مولولاند، استشاري الأورام والمسؤول عن التجربة، إن حصول مريض على “نتائج مسح خالية تمامًا من الورم” في حالة كهذه أمر نادر الحدوث للغاية، خصوصًا عندما لا تتم إزالة الورم جراحيًا بالكامل. وأشار إلى أن بن تروتمان لا يزال يخضع للفحوص الدورية كل ثلاثة أشهر، وجميعها حتى الآن خالية من أي إشارات مقلقة.
من تشخيص قاتم إلى أمل متجدد
قصة تروتمان لا تحمل فقط أملًا طبيًا، بل إنسانيًا أيضًا. بعد تلقيه العلاج، تزوج من شريكته إيميلي، وفي أبريل 2025، استقبلا طفلتهما الأولى “مابل”. وقالت إيميلي: “تلقّي ذلك التشخيص كان تجربة مريرة. كنا نعيش واقعًا يقول إن تروتمان لم يتبق له سوى شهور قليلة.”
أما تروتمان نفسه فقال : “لا أحد يعلم ما يخبئه المستقبل، لكننا نعيش اليوم بحالة من الأمل، ونركز على استعادة الحياة التي ظننا أنها انتهت، وعلى متعة أن نكون أبوين.”
نحو أفق جديد في علاج سرطان الدماغ
رغم أن هذه النتائج لا تزال أولية، إلا أنها تشير إلى إمكانيات واعدة للعلاج المناعي كخط دفاع جديد في مواجهة أكثر أنواع سرطان الدماغ عدوانية. ويأمل القائمون على الدراسة أن تكون الخطوة التالية في التجربة أكثر شمولًا، تمهيدًا لاعتماد هذا العلاج ضمن البروتوكولات العلاجية المعتمدة مستقبلًا.
الدكتور مولولاند اختتم حديثه قائلًا:”هدفي هو أن نجد علاجًا حقيقيًا لهذا المرض، ونحن الآن أقرب من أي وقت مضى لذلك الحلم.”
مع استمرار التجارب السريرية، يأمل الأطباء أن يفتح هذا العلاج بابًا لعهد جديد في مواجهة سرطان الدماغ، حيث تتحول قصص اليأس إلى قصص انتصار وحياة متجددة.

زر الذهاب إلى الأعلى