هل «الزواج السعيد» يفتح الباب للسمنة؟

كريترنيوز /متابعات /عماد الدين إبراهيم
عندما نتحدث عن معركة الوزن غالباً ما نوجه أصابع الاتهام للـ«شوكولاته» أو «الكسل»، لكن دراسة جديدة تضعهما في المرتبة الثانية بعد شريك الحياة! فقد كشفت دراسة أجراها المعهد الوطني لأمراض القلب في وارسو «بولندا» عن ظاهرة مثيرة للقلق أن الرجال المتزوجين هم أكثر عرضة للإصابة بالسمنة بثلاثة أضعاف مقارنة بنظرائهم غير المتزوجين، ويتفوقون حتى على النساء المتزوجات في هذا السباق نحو الوزن الزائد.
ضريبة الأمان النفسي
يفسر العلماء هذه الظاهرة بما يسمى «متلازمة الراحة الزوجية». قبل الزواج يكون الرجل غالباً تحت ضغط نفسي واجتماعي يدفعه للحفاظ على مظهره ولياقته، بهدف جذب الشريك المناسب، وبمجرد أن يحقق «الهدف» ويرسو على بر الأمان العاطفي، ويتلاشى ضغط «إثبات الذات» أو «المنافسة»، يبدأ الرجل في إهمال نشاطه البدني.
غالباً ما تتغير عادات الأكل لتصبح أكثر تركيزاً على «وجبات العائلة» أو «الأطعمة المريحة» الغنية بالسعرات.هذا التفسير تدعمه نتائج جامعة باث البريطانية، التي أكدت أن مؤشر كتلة الجسم (BMI) لدى الرجال يرتفع بشكل ملحوظ خلال السنوات الخمس الأولى من الزواج، مرجعة السبب إلى زيادة استهلاك السعرات الحرارية وقلة الحركة.
العمر شريك صامت
وعلى النقيض تشير الدراسة إلى أن العديد من النساء يواصلن الاهتمام بمظهرهن وصحتهن حتى بعد الزواج، ما يقلل نسبياً من مخاطر السمنة لديهن مقارنة بالرجال.
لم تتوقف الدراسة عند الحالة الاجتماعية فحسب بل أكدت أن العمر هو شريك صامت في التهديد بالوزن الزائد، فمع كل عام إضافي يمر يرتفع خطر الإصابة بالوزن الزائد بنسبة 3% للرجال و4% للنساء. هذا يسلط الضوء على أن الزواج ليس سوى محفز لنمط حياة غير
صحي، وليس السبب الوحيد
الأمر الجيد هو أن زيادة الوزن بعد الزواج ليست أمراً لا يمكن تجنبه. يشدد الباحثون على أن الحل يكمن في استمرار الوعي، واتباع نمط حياة صحي مشترك. ووفقاً لتوصيات صندوق التأمين الصحي العام الألماني يمكن تقليل خطر السمنة عبر «تناول خمس حصص يومياً من الخضار والفواكه، وتقليل الأطعمة الدهنية والمصنعة والمليئة بالسكر، ممارسة التمارين بانتظام وشرب كميات كافية من المياه، والانتباه الدقيق لعدد ونوعية الوجبات المستهلكة يومياً».