تكنولوجيا

36 ألف كيلومتر لا تمنع الصين.. إنترنت فضائي بسرعة البرق من قمر ثابت

كريترنيوز /متابعات /رضا أبوالعينين

أعلنت الصين عن تقدم تقني مهم في مجال الاتصالات عبر الأقمار الصناعية باستخدام تقنيات الليزر، بعد نجاحها في اختبار نقل بيانات بسرعات عالية وكفاءة استثنائية على مسافات طويلة. ففي مطلع هذا العام، كشفت مجلة Interesting Engineering أن باحثين من شركة Chang Guang Satellite Technology (CGST) تمكنوا من تحقيق سرعة تنزيل بلغت 100 جيجابت في الثانية عبر وصلة اتصال ضوئية مع محطة استقبال أرضية متنقلة.
وفي خطوة لاحقة، نجح قمر صناعي صيني ثابت المدار في إرسال بيانات بسرعة 1 جيجابت في الثانية على مسافة 36 ألف كيلومتر باستخدام ليزر لا تتجاوز قدرته 2 واط، وهو إنجاز يسلط الضوء على التقدم المتسارع للصين في تطوير بنية تحتية فضائية من الجيل الجديد، ويؤكد قدرتها على منافسة شبكات الاتصالات الفضائية الرائدة عالميا، وفقا لـ Daily Galaxy.
تقنيات متطورة لتحقيق أداء عالٍ
أظهر الاختبار الأول الذي أُجري في يناير 2025 قدرة التقنية على العمل في بيئات ميدانية عملية، بعيدا عن المختبرات والمحطات الأرضية الثابتة. أما التجربة الثانية، فقد ركزت على تحسين الكفاءة بدلاً من زيادة القدرة، حيث استخدمت تقنية البصريات التكيفية التي تصحح التشوهات الجوية، مما سمح لأشعة الليزر منخفضة الطاقة بنقل إشارات مستقرة عبر مسافات ضخمة.
هذه النتائج تمثل إنجازا تقنيا مهما، إذ تفوقت سرعة الاتصال المحققة على متوسط سرعات شبكة “ستارلينك” التي تعمل في مدارات منخفضة على ارتفاع يقارب 550 كيلومترا.
إنجاز مدني ذو أبعاد استراتيجية
ورغم العناوين المثيرة التي تناولت هذه التجارب، لا توجد دلائل على ارتباطها بأغراض عسكرية أو تدميرية، بل تشير الاختبارات إلى تقدم في تقنيات الاتصالات وكفاءة الطاقة، ما قد يؤدي إلى تطوير أقمار صناعية أصغر وأكثر فعالية، وتقليل الحاجة إلى نشر أعداد ضخمة من الأقمار لتغطية الكرة الأرضية.
وتعكس هذه النجاحات مساعي الصين لتعزيز موقعها في السباق الفضائي العالمي، ليس فقط من حيث عدد الأقمار الصناعية، بل من خلال التفوق التكنولوجي، مع التركيز على أقمار ثابتة المدار عالية القدرات بدلا من الاعتماد الكامل على كواكب الأقمار المنخفضة المدار.
جزء من سباق عالمي أوسع
يأتي التقدم الصيني في إطار اتجاه عالمي نحو تبني الاتصالات الفضائية المعتمدة على الليزر. فقد نجحت وكالة ناسا في اختبار نظام TBIRD الذي حقق سرعة 200 جيجابت في الثانية، كما أثبت مشروع الاتصالات الضوئية للفضاء العميق عام 2024 قدرة هذه التقنية على إرسال فيديو من مسافات تصل لملايين الأميال، متفوقة بأضعاف على أنظمة الراديو التقليدية.
وفي حين أن أقمار “ستارلينك” تستخدم حاليا وصلات ليزرية للتواصل فيما بينها، إلا أنها لم تعتمد بعد هذه التقنية في الربط المباشر بالمحطات الأرضية. بالمقابل، تسعى CGST إلى تجهيز كوكبتها Jilin-1 بحمولات ضوئية متقدمة، مع خطط لإطلاق 300 قمر بحلول عام 2027، ما يؤكد أن الاتصالات بالليزر تتجه بسرعة نحو مرحلة التطبيق الواسع في القطاعين الحكومي والتجاري.

زر الذهاب إلى الأعلى