منوعات

أوروبا على أعتاب عصر جليدي صغير والسر في المحيط الأطلسي

آخر عصر جليدي صغير حدث بين 1300 إلى 1850 ميلادي

كريترنيوز /القاهرة الإخبارية – مصطفى لبيب

 

حذر علماء المحيطات من نقطة تحول مفاجئة بإحدى الدوامات البحرية الرئيسية في المحيط الأطلسي، قد تغير مناخ أوروبا تمامًا، وتجعلها على أعتاب عصر جليدي صغير، الأمر الذي سيتسبب في تغيرات دراماتيكية في القارة العجوز.

 

ووفقًا لعلم المحيطات، تعد الدوامات البحرية نظامًا كبيرًا من التيارات السطحية للمحيط تتحرك بشكل دائري مدفوعة بحركات الرياح، تعرف باسم الدورة الأطلسية، وهي مجموعة من خمس دوامات شبه استوائية تعمل على توزيع الحرارة حول العالم، فضلًا عن نقل العناصر الغذائية وثاني أكسيد الكربون إلى أجزاء أعمق في المحيط.

 

درجات الحرارة

وبالنسبة لأوروبا، فإن الدوامة شبه القطبية في شمال الأطلسي، التي تشكل جزءًا من الدورة الأطلسية، لها أهمية كبرى في الحفاظ على الأجواء في المنطقة، حيث تعمل على نقل الحرارة من المناطق الاستوائية إلى شمال الأطلسي، مما يساعد في تنظيم درجات الحرارة في أوروبا وأمريكا الشمالية.

 

 

الدوامة شبه القطبية في شمال الأطلسي تساعد في تنظيم الحرارة في أوروبا وأمريكا الشمالية

ولكن، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية، كشفت دراسة جديدة أن تلك الدوامة القطبية فقدت استقرارها منذ خمسينيات القرن الماضي، ووصل نظامها إلى نقطة تحول، حيث تباطأت حركتها أو ضعفت بفعل تغير المناخ، وأصبحت في حالة حرجة قد تدفع أوروبا إلى عصر جليدي صغير آخر.

 

أسرار مخفية

خلال العصر الجليدي الأخير، ما بين حوالي عام 1300 إلى 1850 ميلاديًا، تجمدت الأنهار في أوروبا وتعرضت المحاصيل للتدمير، وذلك عندما انخفضت درجات الحرارة المتوسطة بنحو درجتين مئويتين، وهو ما أطلق عليه العلماء مسمى “العصر الجليدي الصغير أو المصغر”.

 

قام علماء المحيطات الفيزيائية خلال الدراسة بتحليل بيانات المحار الموجود في منطقة شمال الأطلسي، والذي وصفوه بأنه يحمل أسرارًا مخفية في أصدافه، حيث صبوا تركيزهم على نوعين فقط من المحار يعيشان مدفونين في قاع البحر في شمال المحيط الأطلسي.

 

ويرجع ذلك إلى أن المحار يشكل على صدفته شريط نمو جديد كل عام، يعكس معه الظروف البيئية لمئات السنين، مثل حلقات المركز داخل جذع الشجرة، حيث يشفر التركيب الكيميائي للأصداف معلومات حول حالة مياه البحر التي كان ينمو فيها المحار، وذلك من خلال نظائر الأكسجين والكربون، التي توفر مجموعة متنوعة من العمليات في البيئة البحرية.

 

عدم الاستقرار

وكشفت البيانات أن الدوامة القطبية الشمالية الأطلسية شهدت حلقتين من عدم الاستقرار على مدى السنوات الـ 150 الماضية، حيث فقدت الاستقرار؛ إذ حدثت الحلقة الأولى من عدم الاستقرار في أوائل القرن العشرين، في حين بدأت الحلقة الثانية الأقوى حوالي عام 1950 وتستمر حتى يومنا هذا.

 

وخلص العلماء إلى أن تلك الدوامة القطبية الشمالية الأطلسية تتجه نحو نقطة تحول يمكن أن تؤدي إلى سلسلة من التغيرات الكارثية التي لا رجعة فيها في مناخ أوروبا، بما في ذلك زيادة وتيرة الطقس المتطرف في منطقة شمال الأطلسي، والصقيع العميق في أوروبا، والتغيرات في أنماط هطول الأمطار العالمية.

 

أكثر قسوة

ويرى العلماء أن المملكة المتحدة وشمال أوروبا قد يشهدان شتاءً أكثر قسوة من المعتاد وفي أجزاء من كندا، في حين قد يشهد الساحل الشرقي للولايات المتحدة ارتفاعات هائلة في مستوى سطح البحر بسبب التغيرات في دوران المحيطات، ولكن على الرغم من ضعف الدوامة القطبية، إلا أنها في الوقت ذاته لن تنهار تمامًا بفعل الرياح.

 

أكدت مؤلفة الدراسة، الدكتورة بياتريس أريلانو نافا، المحاضرة في علم المحيطات الفيزيائية بجامعة إكستر، أن مثل هذا الضعف في الدوامة القطبية هو ما حدث خلال السنوات الأولى من العصر الجليدي الصغير، مما يجعل من الممكن رؤية تأثيرات مناخية مماثلة مرة أخرى، حتى لو لم تنهار الدورة القطبية الأطلسية الأوسع.

زر الذهاب إلى الأعلى