الحمض النووي يكشف مفاجأة حول أصول الأمريكيين الأصليين

كريترنيوز /متابعات /وائل زكير
كشفت دراسة أجريت في معهد كونمينغ لعلم الحيوان في الصين ونشرت في مجلة”Cell Reports” عن معلومات جديدة حول أصول الأمريكيين الأصليين.
استخدم الباحثون الحمض النووي الميتوكوندري، لتتبع سلالة نادرة ظهرت في بعض السكان الحاليين والقدامى، والتي أظهرت مسار هجرة لم يكن معروفًا من قبل.
هذه النتائج تعد مفاجأة للعلماء، لأنها تغير الفهم التقليدي لأصول الأمريكيين الأصليين وتوضح أن الهجرات البشرية خلال العصر البليستوسيني كانت أكثر تنوعا وتعقيدا مما كان معروفا سابقا.
المفاجأة تكمن في أن أسلاف الأمريكيين الأصليين لم يأتوا فقط من سيبيريا عبر جسر بيرينغ كما كان يُعتقد سابقًا، بل شملت الهجرات أيضا مجموعات من الساحل الشمالي للصين وربما اليابان.
الهجرات حدثت على الأقل في موجتين: الأولى خلال أقصى فترة للعصر الجليدي الأخير قبل نحو 26,000 إلى 19,500 سنة، عندما كانت الظروف المناخية في شمال الصين صعبة جدًا، والثانية خلال فترة ذوبان الجليد منذ 19,000 إلى 11,500 سنة، والتي أتاحت فرصًا أفضل للأوائل الذين هاجروا إلى الأمريكتين للانتقال والتوسع.
تشير الأدلة إلى أن الأوائل الذين هاجروا إلى الأمريكتين ربما استخدموا المسار الساحلي للمحيط الهادئ للوصول إلى القارات الجديدة، بعيدًا عن الطرق البرية التقليدية عبر سيبيريا. كما أن الهجرة الثانية أسهمت في تكوين الجينوم الياباني، خاصة لدى شعب الأينو، ما يشير إلى وجود اتصال وراثي وثقافي غير متوقع بين آسيا والأمريكتين. هذه الاكتشافات تفسر أيضًا أوجه التشابه في الأدوات الحجرية مثل رؤوس الأسهم والرماح التي وُجدت في آسيا والأمريكتين، ما يدل على تبادل تقنيات وصناعات بين المجموعات البشرية القديمة.
تحليل الطفرات الجينية وتواريخ الكربون المشع أكد أن هذه السلالة نشأت في شمال الصين الساحلي، وأن الأوائل الذين هاجروا إلى الأمريكتين استطاعوا التكيف مع ظروف مناخية صعبة والتنقل عبر مسافات طويلة خلال العصر الجليدي. الهجرات التي رصدها الباحثون تثبت أن انتقال البشر إلى الأمريكتين لم يقتصر على طريق واحد، بل شملت مسارات متعددة وربما وسائل بحرية بسيطة، ما يعكس مرونة عالية واستكشافًا مبكرًا للقارات الجديدة.
النتائج الجديدة تغير الفهم التقليدي لتاريخ الأمريكيين الأصليين، وتبرز أن أصولهم أكثر تنوعا وتعقيدا مما كان معروفًا.
الدراسة توضح أن الهجرات البشرية خلال العصر البليستوسيني لم تكن محصورة في طريق واحد فقط، بل تضمنت مسارات متعددة، وتعيد رسم خريطة الانتشار البشري على كوكب الأرض، مؤكدة أن الأوائل الذين هاجروا إلى الأمريكتين كانوا مستكشفين قادرين على مواجهة أصعب الظروف المناخية للتوسع إلى الأراضي الجديدة.