ابتسامة زائفة وخطر خفي.. كيف تكتشف الصديق المؤذي قبل فوات الأوان؟

كريترنيوز/ متابعات/ البيان /رضا أبوالعينين
تعتبر الصداقة من أهم العلاقات الإنسانية التي توفر الدعم النفسي وتعزز الشعور بالسعادة والانتماء، إلا أن بعض الصداقات قد تكون سامة، تؤثر سلبا على الصحة النفسية والعاطفية للفرد، وتشير الدراسات النفسية الحديثة إلى علامات واضحة يمكن من خلالها التعرف على الصديق المؤذي وكيفية التعامل معه بشكل صحيح.
تقول نيلوفار إسماعيلبور، معالجة نفسية معتمدة من كندا: “التلاعب العاطفي يظهر عندما ينكر أحد الأشخاص باستمرار مشاعرك أو واقعك، ما يجعلك تشكك في نفسك وذاكرتك”.
وتضيف أن السلوك المسيطر، مثل فرض قراراته عليك، يعد أحد أبرز العلامات التي تدل على الضرر لأنه يقلل من استقلاليتك ويؤثر على ثقتك بذاتك.
من جهتها، تشدد شانون ساور-زافالا، عالمة نفس سريرية، على ضرورة معرفة القيم التي يبحث عنها الشخص في صداقاته، قائلة: “لتحديد الصداقات التي لا تلبي احتياجاتنا، يجب أولا معرفة ما نتوقعه من أصدقائنا وما تمثله قيم الصداقة بالنسبة لنا”.
ويشير الخبراء إلى عدة علامات إضافية تكشف الصديق المؤذي، منها: المنافسة المفرطة التي تقوض الدعم المتبادل، تجاهل الحدود الشخصية، التقليل المستمر من إنجازاتك، النميمة والخيانة، والسلوك القاسي أو التنمر، كما أن الغيرة المستمرة وعدم تقديم الدعم النفسي يمكن أن يؤديان إلى انهيار العلاقات بين الأصدقاء من ثم تدهور الصحة النفسية.
وللتعامل مع الصداقات المؤذية، توصي إسماعيلبور باتباع نهج متعدد المراحل يبدأ بالتعرف على السلوكيات الضارة والاعتراف بها، ثم تقييم مدى أهمية استمرار هذا الصديق في حياتك، وفي حال استمرار السلوك المؤذي، يجب وضع حدود واضحة وإعادة تعريف العلاقة أو إنهاؤها.
تشير الدراسات النفسية إلى أن الصداقة الصحية يجب أن تكون مصدر فرح ودعم، وليس ضغطا نفسيا، إذ إن الصداقات المؤذية قد تقلل من الثقة بالنفس وتدني الشعور بالقيمة الذاتية.
وتتضمن العلامات الرئيسة للصديق المؤذي، تحويل كل الاهتمام لنفسه، التقليل من شأنك، النميمة والخيانة، الشعور بالتوتر والخوف المستمر منك ومن طموحك، والسعي لتغييرك بدل قبولك كما أنت.
ويضيف الخبراء أن تأثير الصداقة الضارة يشمل الشعور بالوحدة، زيادة التوتر، فقدان الدعم النفسي، تراجع الثقة بالنفس، لوم الذات، اختلال التوازن العاطفي، وتأثير سلبي على العلاقات الأخرى.
ولحماية النفس، ينصح بوضع حدود في العلاقة، التحدث بوضوح، تخصيص وقت لنفسك، والتواصل مع أصدقاء إيجابيين لتعزيز الدعم والراحة النفسية.
الصداقة الحقيقية تمنح الأمان والدعم للطرفين، وإذا شعرت أن علاقتك بصديق ما تسبب لك القلق أو الإرهاق، فقد حان الوقت لإعادة تقييمها واتخاذ خطوات لحماية صحتك النفسية والعاطفية.