تحت ضغط تصاعد التوترات بالمنطقة.. أداء متباين للأسواق العالمية خلال أسبوع

كريترنيوز/ متابعات
تتحرك الأسواق المالية العالمية على وقع القلق المتزايد من اتساع رقعة الصراع في واحدة من أكثر المناطق استراتيجية في العالم، وذلك في خضم تصاعد المواجهة المفتوحة بين إسرائيل وإيران منذ أكثر من أسبوع، ولا سيما مع تزايد الحديث عن سيناريوهات مختلفة، بما في ذلك تورط الولايات المتحدة الأمريكية عسكرياً، وإغلاق طهران لمضيق هرمز.
ويحمل كل تطور في هذه الحرب تداعيات اقتصادية واسعة، لا سيما على أسعار النفط، وسلاسل الإمداد، وممرات الطاقة، ما يجعل المستثمرين في حالة ترقب دائم لأي تغيير في المشهد السياسي أو الأمني، وهو المشهد الذي عبرت عنه الأسواق هذا الأسبوع، عندما شهدت تقلبات ملحوظة.
وفي ظل هذه الأجواء المشحونة تتباين ردود أفعال الأسواق العالمية ما بين تراجعات حذرة في أوروبا، واستقرار نسبي في «وول ستريت»، وقلق يطغى على أداء السلع، خاصة النفط والذهب، في تحركات تعكس حالة الشكوك العميقة، التي يعيشها المستثمرون، بين آمال منصبة على تهدئة دبلوماسية ربما تبدو بعيدة، ومخاوف من انفجار أكبر قد يعيد خلط الأوراق الاقتصادية في النصف الثاني من العام.
استقرار الأسهم الأمريكية
وفي ظل التقلبات التي تشهدها الأسواق تباين الأداء الأسبوعي لـ «وول ستريت»، فقد انخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.2%، منهياً تعاملات الأسبوع الثالث من شهر يونيو عند مستوى 5967.84 نقطة، بينما استقر مؤشر «داو جونز» الصناعي، مسجلاً مكاسب هامشية بنسبة 0.02%، عند النقطة 42206.82، كما ارتفع مؤشر «ناسداك» بنسبة 0.2% عند مستوى 19447.41 نقطة.
وشهد الأسبوع أحداثاً جوهرية محركة، من بينها أحداث خارجية، على رأسها تصاعد الاضطرابات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، فيما يخص الحرب بين إسرائيل وإيران المستمرة منذ ما يزيد على أسبوع، وكذلك الأحداث الداخلية المرتبطة بالوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة، وأهمها قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي -الذي لم يخالف التوقعات- بتثبيت الفائدة.
وقال رئيس الاحتياطي الأمريكي، جيروم باول – الذي يتعرض لضغوط وانتقادات من جانب الرئيس دونالد ترامب من أجل خفض الفائدة – إن الفيدرالي ليس في عجله من أمره لخفض الفائدة، وإنه سوف يظل معتمداً على البيانات، في الوقت الذي تفرض فيه حالة من عدم اليقين نفسها على الأسواق جراء رسوم ترامب الجمركية.
وبالنسبة لأداء مجموعة من أبرز الأسهم في «وول ستريت» فقد تراجعت أسهم «أمازون» خلال الأسبوع بأكثر من 1.5%، كذلك انخفضت أسهم «إنفيديا» بنحو 0.79%، وميتا بنسبة 1.59%، فيما ارتفعت أسهم صانعة السيارات الكهربائية «تسلا» بأقل من 1% خلال الأسبوع، وسجلت أبل مكاسب أسبوعية بنسبة 0.90%.
محصلة حمراء في أوروبا
سجل المؤشر الأوروبي «ستوكس 600» خسائر للأسبوع الثاني على التوالي، لينهي التعاملات عند مستوى 536.53 نقطة، مقارنة مع 544.94 نقطة الأسبوع الماضي، وبنسبة تراجع بلغت 1.54%.
وكانت الأسهم الأوروبية قد سجلت خسائر لثلاثة أيام متتالية خلال الأسبوع، قبل أن تقطع سلسلة الخسائر يوم الجمعة، مع الهدوء النسبي لمخاوف المستثمرين بشأن اضطرابات الشرق الأوسط، ليرتفع المؤشر العام بنحو 0.1% يوم الجمعة.
وشهدت الأسواق نهاية أسبوع أكثر هدوءاً بعد أيام من الاضطرابات العنيفة، التي أثارتها المواجهات المباشرة بين إسرائيل وإيران، حيث ساد نوع من الاطمئنان النسبي بين المستثمرين في ظل مؤشرات على احتواء مؤقت للتصعيد. وقد جاء التحول الإيجابي مدفوعاً بإشارات من الإدارة الأمريكية، حيث أعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب سيحسم موقفه من دعم إسرائيل عسكرياً خلال أسبوعين. هذا التأجيل أعطى الأسواق مهلة للتنفس، واعتبره المستثمرون بادرة تهدئة وفرصة محتملة للدبلوماسية، ما أعاد بعض الثقة إلى شهية المخاطرة.
وخلال الأسبوع تراجع مؤشر «داكس» الألماني بنحو 0.70%، منهياً تعاملات الأسبوع الثالث من شهر يونيو عند النقطة 23350.55 مقارنة مع مستوى 23516.23 الأسبوع الماضي.
وتراجع مؤشر «كاك» الفرنسي بنسبة 1.24% في الأسبوع المُنتهي في 20 يونيو، مغلقاً عند مستوى 7589.66 نقطة مقابل 7684.68 نقطة الأسبوع الماضي.
كذلك سجل المؤشر البريطاني «فايننشال تايمز» تراجعاً أسبوعياً بنحو 0.86%، منهياً التعاملات عند النقطة 8,774.65 مقارنة مع إغلاقه في الأسبوع المنتهي في 13 يونيو عند 8,850.63 نقطة. وعقد دبلوماسيون أوروبيون اجتماعاً مع وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في جنيف، بهدف إعادة طهران إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية.
ويراقب المستثمرون الأوروبيون المخاطر المرتبطة بتصاعد الصراع بين إيران وإسرائيل، لا سيما تلك المتعلقة بالتأثيرات المحتملة على أسعار النفط، ويأتي ذلك أيضاً في وقت يقترب فيه الموعد النهائي لفرض الرسوم الجمركية الأمريكية – بعد تعليقها في وقت سابق – في الثامن من شهر يوليو المقبل، بينما لم يتم إحراز تقدم عملي حتى الآن في المفاوضات الأمريكية – الأوروبية لإبرام صفقة، باستثناء الاتفاق الذي أبرمته واشنطن مع المملكة المتحدة أخيراً.
تراجع ياباني
وفي اليابان وبينما اختتم مؤشر «نيكاي» جلسة نهاية الأسبوع منخفضاً مع تزايد عدم اليقين بشأن الصراع في الشرق الأوسط، إلا أنه سجل مكاسب أسبوعية بنحو 1.5%، ليصل إلى النقطة 38,403.23.
النفط يرتفع.. والذهب يتراجع
وخلال الأسبوع شهدت أسعار النفط تقلبات واضحة تحت وطأة المخاوف المرتبطة بالتصعيد في إيران، واحتمالات دخول الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشر في الصراع، ومع تهديدات طهران بإغلاق مضيق هرمز، ومع ذلك سجلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعاً بنسبة 3.6%، مسجلة عند تسوية الجمعة 77.01 دولاراً للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي بنسبة 2.7%، مسجلة عند تسوية نهاية الأسبوع المنتهي في 20 يونيو 74.93 دولاراً.
وعلى النقيض من أداء النفط فقد سجل الذهب خسارة أسبوعية بنحو 1.8%، بعدما أعلن الرئيس ترامب عن إرجاء اتخاذ قراره المرتبط بالدخول في الصراع بين إسرائيل وإيران، وانخفضت العقود الآجلة للذهب إلى 3385.70 دولاراً للأونصة يوم الجمعة.
وعادة ما يُنظر للذهب باعتباره أداة تحوط في الأزمات الكبرى، بوصفه ملاذ آمن، غير أن تصريحات ترامب الأخيرة هدأت قليلاً من المخاوف، وبالتالي خففت بريق المعدن الأصفر نسبياً هذا الأسبوع رغم المكاسب، التي سبق أن حققها.
المصدر: البيان
وفاء عيد ومصطفى عبد القوي ومحمد فرج