اقتصاد

من الديزل إلى البطاريات.. سيدة تقود مستقبل السكك الحديدية الأمريكية

كريترنيوز /متابعات /وائل زكير

تقود دافنا لانجر، المؤسِّسة الشابة لشركة فولتيفاي، مشروعاً طموحاً لتحويل صناعة السكك الحديدية الأمريكية من الاعتماد التقليدي على الديزل إلى استخدام البطاريات القابلة لإعادة الشحن. هدفها ليس فقط حماية البيئة، بل إعادة تشكيل صناعة تقدر قيمتها بحوالي 80 مليار دولار. وتسعى فولتيفاي لإقناع أكبر شركات الشحن الأمريكية بتحويل قاطراتها، وهو ما قد يولد للشركة الناشئة عوائد تصل إلى 10 مليارات دولار سنويًا.
وفقًا لتقرير وكالة الطاقة الدولية لعام 2023، يجب على قطاع السكك الحديدية خفض انبعاثاته بنسبة 5% سنويًا حتى عام 2030 لتحقيق أهداف صافي الانبعاثات الصفرية. وتشير دراسة نشرت في مجلة Nature Energy إلى أن التحول إلى الطاقة الكهربائية باستخدام البطاريات يمكن أن يوفر نحو 94 مليار دولار على مدى 20 عامًا لشركات السكك الحديدية الأمريكية، إلى جانب خفض الانبعاثات الضارة بشكل كبير.
سيارات VoltCars من فولتيفاي
وبحسب تقرير لشبكة “CNBC” فقد تم تصميم سيارات VoltCars من فولتيفاي، المجهزة ببطاريات أيون الصوديوم، لتتكامل مع القاطرات الحالية، ما يسمح بتطبيق التكنولوجيا دون تعطيل الجداول التشغيلية أو التأثير على كفاءة النقل. ورغم مقاومة القطاع التقليدي للتغيير، ترى لانجر أن التركيز على ست شركات كبرى فقط يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا، حيث تمثل هذه الشركات العمود الفقري لشحن البضائع في الولايات المتحدة.
أسست لانجر وشريكها ألون كيسيل الشركة عام 2023، وشرعا فورًا في اجتماعات مع شركات السكك الحديدية الكبرى لتقديم حلول مبتكرة تضمن توافر الطاقة بشكل دائم وموثوقية التشغيل. عملت فولتيفاي على تطوير خوارزمية للتنبؤ باحتياجات القطارات من الطاقة، بالإضافة إلى بناء أول شبكة صغيرة للطاقة الشمسية لدعم الشحن المستمر للبطاريات. وتهدف الشركة إلى إنشاء نحو 1400 شبكة صغيرة تغطي كل خطوط السكك الحديدية الأمريكية الشمالية، ما يمهد الطريق للتحول الكامل إلى الطاقة النظيفة على المدى الطويل.
تجري فولتيفاي محادثات نشطة مع ثلاث من أكبر شركات السكك الحديدية، مع خطط لإطلاق مشروع تجريبي مع شركة أصغر هذا العام، يليه مشروع للفئة الأولى في أوائل 2026، قبل الانتقال إلى التشغيل التجاري الكامل.
منافسة
ليست فولتيفاي الوحيدة في هذا المجال؛ فقد طورت شركة Wabtec في 2019 قاطرات كهربائية تعمل بالبطاريات، فيما أطلقت جنرال إلكتريك مشروع FLXdrive لتشغيل قطارات بطارية في أستراليا. ويشير الخبراء إلى أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تقلل استهلاك الديزل بنسبة تصل إلى 30%، ما يقلل بشكل كبير من تكاليف الوقود ويخفض الانبعاثات الضارة.
فرصة كبيرة

وعلى صعيد قطارات الركاب، يرى توباياس باور، الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة Siemens Mobility North America، أن القاطرات التي تعمل بالبطاريات تمثل فرصة كبيرة لتوسيع النقل الكهربائي، خصوصًا للخطوط غير الكهربائية. وقد باعّت الشركة أكثر من 400 قاطرة هجينة تعمل بالديزل والكهرباء، وأطلقت حديثًا قطار Charger B+AC الكهربائي، مع إمكانية زيادة مدى التشغيل الذي يصل حاليًا إلى 160 كيلومترًا، مع توقع تطور التكنولوجيا وزيادة كفاءتها في السنوات القادمة.
تطوير البنية التحتية

ويؤكد الخبراء أن التحول الكامل للسكك الحديدية الأمريكية إلى الطاقة الكهربائية يعتمد على تطوير البنية التحتية ومسارات القطارات، لكن الإمكانات واضحة وقابلة للتوسع، ما يفتح المجال أمام ثورة حقيقية في النقل الأخضر وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري في قطاع حيوي لنقل البضائع في أمريكا.

زر الذهاب إلى الأعلى