اقتصاد

عبقرية ماسك هل تنقذ “تريليونه المفقود”؟

كريترنيوز /متابعات /وائل زكير

بينما يقف الملياردير إيلون ماسك على قمة إمبراطورية تمتد من السيارات الكهربائية إلى الصواريخ والذكاء الاصطناعي، يجد نفسه اليوم في قلب واحدة من أكثر المعارك حساسية في مسيرته المهنية وهي حزمة تعويض وُصفت بأنها “الأكبر في تاريخ الشركات”، تصل قيمتها إلى تريليون دولار، أصبحت موضع شك بعد أن دعت مؤسسات استثمارية كبرى إلى رفضها والتصويت ضدها.

ما بدأ كمكافأة طموحة لتحفيز ماسك على رفع قيمة تسلا إلى آفاق غير مسبوقة، تحوّل سريعا إلى خلاف حاد حول الحوكمة، النفوذ، ومستقبل الشركة.

بينما تصرّ تسلا على أن الخطة ضرورية لضمان استمرار “عبقرية ماسك”، يرى المنتقدون أن الصفقة تمثل تغوّلا على حقوق المساهمين وخللا في ميزان القوة داخل الشركة.

مع اقتراب اجتماع المساهمين الحاسم في نوفمبر، يقف الجميع أمام سؤال واحد: هل سيتمكّن ماسك من الحفاظ على “تريليونه المفقود”، أم أن المعارضة المتصاعدة ستعيد كتابة قواعد القيادة داخل تسلا؟

الخطة والتفاصيل

يشرف ماسك على مجموعة شركات واسعة ومتداخلة تشمل: تسلا، سبيس إكس، X EI، نيورالينك، وشركة بورينغ. وتهدف خطة التعويض، بحسب مجلس إدارة تسلا، إلى تحفيز ماسك على الاستمرار في إدارة الشركة على مدى العقد المقبل، مع وضع أهداف طموحة تشمل رفع القيمة السوقية لتسلا إلى 8.5 تريليونات دولار وتوسيع أعمال السيارات والروبوتات.

ورغم أن الهدف المعلن للخطة هو الاحتفاظ بماسك وتركيزه على تسلا بدلا من مشاريعه الأخرى، أشارت هيئة ISS، المتخصصة في تقديم توصيات للمساهمين، إلى غياب ضمانات واضحة بأن ماسك سيبقى ملتزما بالشركة. ووصفت الهيئة تصميم الحزمة بـ”المثير للقلق” بسبب حجمها الكبير وطبيعة التعويض غير المسبوقة.

المعارضة والتحديات

ستُعرض الحزمة على تصويت المساهمين خلال الاجتماع السنوي للشركة المقرر في 6 نوفمبر، وسط مخاوف من أن تمنح ماسك مكافآت ضخمة مقابل تحقيق أهداف يصعب الوصول إليها. تشمل الخطة دفع أسهم إضافية يمكن أن ترفع حيازات ماسك إلى 25% على الأقل من تسلا، مع إمكانية مصادرة الجوائز المؤقتة إذا أعيدت الخطة القديمة لعام 2018، بحسب موقع “Fortune”.

وفي وقت سابق، ألغى قاضٍ في ديلاوير خطة التعويض لعام 2024 بسبب تضارب مصالح مجلس الإدارة وتأثير ماسك الكبير على العملية، ما دفع الشركة لاحقاً لنقل مقرها إلى تكساس. ومن المقرر أن تستأنف تسلا وماسك الحكم أمام المحكمة العليا في ديلاوير هذا الشهر.

جدل إضافي حول الذكاء الاصطناعي

في خضم هذه المعركة، أثارت تسلا جدلا إضافيا بخصوص استثمار محتمل في شركة الذكاء الاصطناعي الخاصة بماسك، xAI، حيث دعت هيئة ISS المساهمين لرفض الاقتراح أيضًا. يبقى السؤال هل سيحصل ماسك على هذه الحزمة غير المسبوقة، أم أن المعارضة الشديدة ستجبر مجلس الإدارة على إعادة النظر في أكبر صفقة تعويض في تاريخ الشركات التقنية؟

زر الذهاب إلى الأعلى