ما هو سوق الأسهم الأفضل أداءً في العالم 2025 وما الذي يحركه؟

كريترنيوز /ويليام ساندلوند – سونغ جونغ-آ
حقق مؤشر كوسبي الكوري الجنوبي مكاسب تجاوزت 66% هذا العام، ما جعله أفضل مؤشر أسهم رئيسي أداءً في العالم بفارق كبير، مستفيداً من موجة الحماس للذكاء الاصطناعي وحوكمة الشركات.
وتفوق كوسبي على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في وول ستريت بنسبة 49 نقطة مئوية هذا العام، وهو أكبر هامش ربح منذ عقدين، مدفوعاً بارتفاع تدفقات الاستثمار الأجنبي، ودعم الذكاء الاصطناعي لأكبر أسهم البلاد، لا سيما شركات صناعة الرقائق.
ويمثل هذا الارتفاع تحولاً كبيراً في سوق كوريا الجنوبية. فعلى مدار معظم السنوات الثلاث الماضية، كان مؤشر كوسبي يتداول بأقل من نسبة السعر إلى القيمة الدفترية البالغة واحداً، ما يعني أن معظم المستثمرين اعتقدوا أن قيمة الأسهم أقل من قيمة أصول الشركات. لكن لماذا أعاد المستثمرون النظر في السوق الكورية؟
يقول ألبرت سابورتا، الرئيس التنفيذي لمجموعة إدارة الأصول «جام»: إنها إعادة تقييم شاملة للسوق الكورية.
فقد كان السوق الكوري منخفضاً للغاية قبل هذا الارتفاع. عزى المحللون هذا الارتفاع إلى الرهانات القوية على الذكاء الاصطناعي، وإصلاحات حوكمة الشركات، وازدهار صادرات الشركات المصنعة في سلاسل التوريد الحيوية.
استمد مؤشر كوسبي ارتفاعه من أكبر شركتين فيه – سامسونج للإلكترونيات وإس كيه هاينكس – اللتين تشكلان معاً ما يقرب من 30% من المؤشر.
وقفزت أسهم سامسونج بأكثر من 90% هذا العام، وتضاعفت أسهم إس كيه هاينكس ثلاث مرات، في ظل استفادة الشركتين من الطلب المدفوع بالذكاء الاصطناعي على أشباه الموصلات التي تنتجها الشركتان، خصوصاً منتجات الذاكرة عالية النطاق الترددي.
وأوضح جوشوا كراب، رئيس قسم أسهم منطقة آسيا والمحيط الهادئ في «روبيكو» بأن التقييمات المرتفعة لمجموعات التكنولوجيا الأمريكية دفعت المستثمرين إلى التساؤل: «إذا كان هذا التقييم صحيحاً، فما هي العناصر الأخرى في السلسلة التي تقدر بأقل من قيمتها الحقيقية نسبياً؟».
وأعلنت سامسونج، أكبر شركة لتصنيع شرائح الذاكرة في العالم، أن أرباحها التشغيلية في الربع الثالث من يوليو إلى سبتمبر ارتفعت بأكثر من 30% على أساس سنوي، مسجلة أعلى مستوى لها في ثلاث سنوات، في حين من المتوقع أن تعلن شركة «إس كيه هاينكس» عن أرباح ربع سنوية قوية اليوم ووقعت الشركتان اتفاقية مع «أوبن ايه آي» هذا الشهر لتوريد أشباه الموصلات لمشروع مركز بيانات «ستارجيت»، الذي تبلغ قيمته 500 مليار دولار، والتابع لـلشركة المالكة لـ«شات جي بي تي».
من ناحية أخرى، ساهمت جهود الحكومة الكورية الجنوبية لتحسين تقييمات أسواق الأسهم والحوكمة في التكتلات العائلية في البلاد في جذب المستثمرين الأجانب.
وقال سابورتا، في إشارة إلى إصلاحات حوكمة الشركات اليابانية التي عززت مؤشري توبكس ونيكاي 225، إن الحكومة الكورية «تتبع مزيجاً مما فعلته اليابان قبل عشر سنوات، إلى جانب بعض الإصلاحات الضريبية. وهذا يثير حماس المستثمرين». في يوليو، عدلت كوريا الجنوبية قانونها التجاري لينص صراحة على واجبات أعضاء مجلس الإدارة تجاه المساهمين.
وتستعد الآن الحكومة الكورية لخفض ضرائب توزيعات الأرباح، وقد قدم الحزب الحاكم مشروع قانون يلزم الشركات بإلغاء أسهم الخزينة الخاصة بها.
وقال محللون إن هذه الإجراءات، في حال تطبيقها، ستكون حافزاً آخر لمؤشر كوسبي، وقد تسهم في إنهاء ما ينظر إليه منذ فترة طويلة على أنه سوء معاملة لمساهمي الأقلية من قبل مالكي الأغلبية.
وقد دفعت التوقعات بهذه الإجراءات أسهم التكتلات والمجموعات المالية ذات الحيازات الكبيرة من سندات الخزينة إلى الارتفاع.
كذلك، فإن المستثمرين الأجانب بعد أن كانوا بائعين صافين للأسهم الكورية الجنوبية في النصف الأول من العام، فقد أصبحوا الآن مشترين صافين، حيث اشتروا أسهماً بقيمة 2 تريليون وون (1.4 مليار دولار) هذا العام.
وصرح جونغمين شيم، استراتيجي الأسهم الكورية في «سي إل إس ايه»، بأنه يتوقع استمرار التدفقات الوافدة، حيث لا يزال صافي الشراء الأجنبي أقل مما كان عليه في منتصف عام 2024.
والمفارقة أنه رغم هذا الأداء المتميز، غاب مستثمرو التجزئة الكوريون، المدفوعون بالزخم، إلى حد كبير عن الارتفاع القياسي لهذا العام.
وقال شيم: «تأتي معظم عمليات الشراء الصافية من الأجانب والمؤسسات المحلية. بمجرد أن نشهد ارتفاعاً إضافياً لمؤشر كوسبي، ستعود أموال التجزئة وتدفع السوق إلى الارتفاع أكثر».
ومن العوامل الأخرى التي عززت ارتفاع هذا العام: المصنعون الكوريون الجنوبيون العاملون في قطاعات حيوية مثل الدفاع وبناء السفن والبطاريات.
وعلى سبيل المثال، فقد ارتفعت أسهم شركة هانوا إيروسبيس، أكبر مصنع للمعدات الدفاعية في كوريا الجنوبية، وشركة إتش دي هيونداي للصناعات الثقيلة، أكبر شركة لبناء السفن في البلاد، بنسبة 296% و116% على التوالي.
وبرزت كوريا الجنوبية واحدة من أكبر 10 مصدرين للمعدات الدفاعية في العالم منذ بدء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
ويتوقع المستثمرون أن تستفيد كوريا من التوجه الغربي لإعادة التسليح نظراً لقاعدة التصنيع الكورية التنافسية من حيث التكلفة.
كما يتوقعون أن تلعب شركات بناء السفن الكورية الجنوبية دوراً رئيسياً في الجهود الأمريكية لإحياء قوتها البحرية لمواكبة الصين.
علاوة على ذلك، فقد تعززت مكانة شركات تصنيع البطاريات بفضل الطلب الذي يحركه الذكاء الاصطناعي على مرافق تخزين الطاقة، والتفاؤل المتزايد بشأن توقعات مبيعات السيارات الكهربائية.