اقتصاد

رغم مخاوف “الفقاعة”.. الإنفاق العالمي على الذكاء الاصطناعي يتجاوز تريليوني دولار في 2026

كريترنيوز /متابعات /البيان

يتجه العالم إلى مرحلة غير مسبوقة من الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي رغم الحديث عن فقاعة الذكاء الاصطناعي، إذ لم يطرأ أي تغيير على الخطط الاستثمارية والإنفاق قياساً على آخر تقرير شامل رصد الإنفاق نهاية سبتمبر الماضي حين توقعت شركة الأبحاث الأميركية غارتنر أن يصل الإنفاق العالمي إلى نحو 1.5 تريليون دولار أميركي في عام 2025، على أن يتجاوز تريليوني دولار في عام 2026، وهو ما يعادل قرابة 2% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

 

وتشير تقديرات «غارتنر» إلى أنّ وتيرة الإنفاق تتسارع بوتيرة تفوق نمو الاقتصاد العالمي نفسه، مع توسّع الشركات في دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف العمليات، بدءاً من الأبحاث والتطوير والإنتاج الصناعي، مروراً بالخدمات المالية والرعاية الصحية والتعليم، وصولاً إلى قطاعي الطاقة والمواصلات.

ويعزو خبراء «غارتنر» هذا الارتفاع إلى تحوّل الذكاء الاصطناعي من أداة تقنية إلى بنية تحتية اقتصادية أساسية في إدارة الأعمال، إذ لم يعد يُنظر إليه كرفاهية تكنولوجية، بل كضرورة تنافسية للبقاء في الأسواق.

يتوقع محللون أن يُحدث هذا الإنفاق تحوّلاً في بنية الاقتصاد العالمي خلال العقد المقبل، مع انتقال الذكاء الاصطناعي إلى موقع القلب من سلاسل القيمة والإنتاج.

ويقول مختصون إن بلوغ الاستثمارات في هذا القطاع ما يعادل 2% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي يعني أنّ الذكاء الاصطناعي بدأ يتحول إلى «قطاع اقتصادي مستقل»، له وزنه في الناتج العالمي، على غرار قطاع الطاقة أو الصناعة التحويلية.

وتقدّر دراسات أخرى أن الذكاء الاصطناعي قد يضيف أكثر من 15 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030، عبر رفع الإنتاجية وخفض التكاليف وتعزيز الابتكار في الأسواق الناشئة.

وتتصدر الولايات المتحدة والصين حجم الإنفاق العالمي على الذكاء الاصطناعي، مع اتساع الاستثمارات الحكومية والخاصة في تطوير النماذج اللغوية الضخمة والبنية التحتية الرقمية. كما تشهد أوروبا والهند ودول الخليج ارتفاعاً ملحوظاً في الإنفاق، مع تبني سياسات وطنية للذكاء الاصطناعي تسعى إلى تحقيق الاكتفاء التقني والتحول إلى مراكز إقليمية للابتكار.

ويشير محللون إلى أنّ مضاعفة الإنفاق العالمي من 1.5 إلى أكثر من تريليوني دولار خلال عام واحد فقط تعكس تسارع «السباق» نحو الذكاء الاصطناعي، تماماً كما حدث مع الإنترنت مطلع الألفية، لكن بوتيرة أسرع وتأثير أوسع.

زر الذهاب إلى الأعلى