مبادرة يمنية جديدة.. نفط الجنوب مقابل السلام مع الحوثي!
كريترنيوز /تقرير
نقلاً عن محللين ومتابعين للشأن الجنوبي واليمني أشاروا إلى أن جماعة الحوثي لجأت في الآونة الأخيرة إلى انتهاج سياسة اللصوص وقطاع الطرق علانية، شعارها هات ما لديك لتنجو برأسك، لافتين إلى أن الجماعة كثّفت من عملياتها العدائية الهجومية ضد عدد من الموانئ والمنشآت النفطية الحيوية الجنوبية بهدف الضغط على حكومة المناصفة للقبول بشروط الحوثي المتعلقة بتمديد الهدنة المتمثلة في تقاسم إيرادات النفط مع الحكومة ودفع رواتب الجيش والأمن بمناطق سيطرتها،
مشيرين إلى أنه عقب انتهاء الهدنة في 2 أكتوبر باشرت مليشيات الحوثي باستهداف ميناء الضبة النفطي بمحافظة حضرموت وميناء النشيمة بمحافظة شبوة مطلع شهر أكتوبر المنصرم، كما استهدفت ميناء قنا بمحافظة شبوة أيضاً يوم 8 نوفمبر 2022م استخدمت خلالها طائرات مسيّرة مفخخة ما أدى إلى توقُّف مؤقت لاستيراد وتصدير النفط بتلك الموانئ الجنوبية، كما صعّدت من عملياتها العدائية على صعيد الجبهات وخطوط التماس مع دولة الجنوب، مشيرين إلى أن التراخي الإقليمي والأممي سمح لمليشيات الحوثي بالتطاول والتمادي ولرفع سقف مطالبها.
وتساءل مراقبون إلى متى يظل الجنوبيون في وضعية الدفاع عن النفس فحسب؟ ومتى تتحول القوات الجنوبية إلى وضعية الهجوم أو الرد بالمثل على أقل تقدير، أم أنه ليس لدى القوات الجنوبية قدرات عسكرية كافية للرد، ولماذا لا تمتلك الجنوب طائرات مسيّرة للدفاع عن النفس كونها باتت أرخص وأدق سلاح متوفر في العالم حتى الآن، ولماذا يظلّ الجنوب دائماً في وضعية الضحية رغم أنه صاحب الحق والثروة فيما يظل الحوثي مراراً في وضعية الجلاد مع أنه هو المعتدي الظالم ويجب ردعه، ومع هذا وفي كل كرة يتم الإنصات إليه والانصياع لشروطه ، فيما يظل الجنوب غنيمة مضطهداً الى ما لانهاية، وعلاوة على ذلك يتم الضغط عليه عقب كل مناوشة وعدوان حوثي لتقديم المزيد من التنازلات.
نفط الجنوب مقابل السلام مع اليمن :
مليشيات الحوثي الإرهابية استغلت التراخي الإقليمي والأممي وتخادم وتماهي (الشريكان الشكليان بحكومة المناصفة والمجلس الرئاسي) الإخوان والمؤتمر اليمنيان إزاء تصرفاتها، بالإضافة إلى عدم قدرة القوات المسلحة الجنوبية على الرد، نتيجة شحة الإمدادات العسكرية المقدَّمة إليها وعدم امتلاكها طائرات مسيّرة وأسلحة فتّاكة بعيدة المدى، حيث أن جماعة الحوثي استغلت كل تلك الظروف والمعطيات ووضعت الجنوب أمام خيارين لا ثالث لهما إما تدمير منشآته النفطية والغازية أو تقاسم إيراداتها مع عناصرها، كما صعّدت من عملياتها العسكري العدائية على الجبهات واستهدفت المساكن المدنية والأعيان الآمنة في كرش ويافع الحد بمحافظة لحج والضالع وجبهة ثرة لودر بمحافظة أبين، راح ضحيتها العشرات من الأبرياء بين شهيد وجريح وسط سكوت أممي مريب واستخفاف حوثي تنمُّري لامتناهي،وفي ذات السياق تساءل مراقبون وإعلاميون جنوبيون عن مصير العقوبات الأممية المفروضة على جماعة الحوثي وهل لاتزال فعالة مجدية وما موقف المبعوث الأممي والأميركي وما موقف دول التحالف العربي ومجلس الأمن والجامعة العربية من كل ذلك؟ وبأي حق يريد الحوثي نهب ثروات الجنوب نهاراً جهاراً؟ وهل باتت القرارات الأممية لاغية فعلياً، وأصبحت جماعة الحوثي الإرهابية طرفاً شرعياً يجب التفاوض معه والإنصات إليه،؟ ولماذ لا يتم تزويد القوات الجنوبية بالأسلحة المناسبة للرد على الحوثي لإجباره على إيقاف عدوانه المستمر على الجنوب ولتحقيق توازن ما على الأرض.
هل يتم التجاوب مع شروط الحوثي لكفِّ شره؟
وقد عبّر عدد من الناشطين والإعلاميين الجنوبيين عن قلقهم وانزعاجهم من أن يتم الإذعان والرضوخ لشروط الحوثي التعسفية المقرونة بالتنمُّر والقوة مقابل كف شرِّه وأذاه عن الجنوب والجوار، منوهين إلى أن الموافقة على ذلك مدعاة للسخرية والسخط الشعبي وغير مقبول إطلاقاً، كونه يمثل شرعنة أممية وإقليمية تجيز للحوثي سرقة ونهب ثروات الجنوب جهاراً نهاراً تحت غطاء الهدنة الأممية المزعومة واعتراف ضمني بشرعية الحوثي كطرف سياسي نِدِّي، وتُنفى عنه صفة الانقلاب وتبرئته من الإرهاب ومن جميع الجرائم التي اقترفها في حق الجنوبيين، مشيرين إلى أن دولة الجنوب الخاسر الأكبر من ذلك الرضوخ في حال حدوثه.
مطالبين المجلس الانتقالي الجنوبي والتحالف العربي رفض تلك الدعوات الاستفزازية الحقيرة والتصدي لها بكل حزم وقوة، مؤكدين على أن الحوثي مجرم حرب تلطخت يداه بدماء أبناء الجنوب ويحب تقديمه إلى الجنايات الدولية في لاهاي لينال جزاءه العادل لا أن يُكرَّم ويحصل على ثروات شعب الجنوب جائزة وتشجيعاً له على ارتكاب المزيد الجرائم.