تقرير يتحدث عن مكانة المرأة وحقوقها في الإسلام …

كريترنيوز /تقرير
نظّمت اللجنة الوطنية للمرأة في محافظة حضرموت بالتنسيق مع مكتب وزارة الأوقاف والإرشاد بساحل حضرموت والتي أقيمت لطلاب قسم الإعلام في كلية الآداب جامعة حضرموت ورشة عمل عن مكانة المرأة وحقوقها في الإسلام.
وفي بداية الورشة استهل الأستاذ أحمد عيدروس الجفري محاضرته بالتساؤل حول :
لماذا الحديث عن المرأة ؟!
هناك عدة أسباب منها :
1_مركزية المرأة في الكون ودورها التأثيري سلباً وإيجاباً في المجتمعات.
2_ لأن هناك حملات ممنهجة تهدف إلى استغلال المرأة وجعلها مادة نفعية تساهم في رفع الاقتصاد المالي للدولة بجسدها، ويأتي هذا باسم تحرُّرها كما يفعل بها في الغرب وذكر لذلك نماذج وشواهد.
3_ السبب الثالث للحديث عنها هو الواقع والمظلومية التي تعيشها المرأة في بعض المجتمعات داخلياً وخارجياً وكيفية معالجة ذلك.
وأردف الأستاذ أحمد بذكر قضية مركزية أخرى وهي ضرورة الفصل بين مايُرى من التطبيق العملي لدى بعض المسلمين تجاه المرأة وبين مايأمر به الإسلام ونبّه على أن أخطاء الأفراد التطبيقية لايتحمّلها الإسلام وإنما يتحملها أفرادها الذين أخطأوا في فهمه، ووضع لذلك بعض النماذج.
حيث استفاض بعد ذلك في ذكر قضية أخرى حيث يراها توطئة مهمة قبل الحديث عن المرأة وحقوقها في الإسلام وهي قضية «النفس الواحدة» من حيث أن الدين لم يأت ليفاضل بين الرجل والمرأة ويُطالب كل منهما بالسعي في تحصيل حقه من الآخر والمحاربة لأجله، فتصير الحياة بينهما مبنية على المحاققة والمطالبة بل جاء الدين ليرسّخَ مبادئ التعامل بالحب لا الحق وهذا المبدأ الذي يجعل كل طرف يغضُّ الطرف عن عيوب الآخر فتمرُّ الحياة بهدوء.
وأشار في سياق هذا الحديث إلى أن الفروق التي قد توجد بين المرأة والرجل في بعض الالتزامات المفترضة لكل منهما إنما هي ترتيبات وظيفية وقوانين إلاهية جعلها الخالق دستوراً ينسجم مع التكوينة الفطرية لكل منهما، حتى تكون حياتهما وفق نظام بديع، يقوم كل منهما بمايخصه فيها حسب ما أودعه الله في كل منهما من الخصائص والقدرات.
من هذا المنطلق دخل إلى بيان مكانة المرأة في الإسلام من خلال المبادئ التي أرساها الإسلام منذ بزوغه وتمثّل ذلك في إعطائها العديد من الحقوق التي عَدمَتْها المرأة قبل مجيء الإسلام، ولم ترَ شيئاً منها في ظلّ الحضارات الغربية اليوم التي تدّعي الدفاع عن حقوق المرأة.
وتمثّل ذلك في بيان الحقوق الآتية :
•حق الحياة والعيش بكرامة من خلال إرسائها لمبدأ التساوي بينها في هذا الحق ومايترتّب عليه من التساوي في الأجر والثواب والقُرب من الله سبحانه وتعالى. ورفع كل ماكان من اعتقادات في الجاهلية أو الديانات الأخرى تجاه المرأة.
_حق الأهلية التي جعلها الله بها أهلا للتملُّك والاتجّار والانتفاع ،وجعل لها حقا في الكفالة والإجارة وساوى بينها وبين الرجل في أجر العمل بينما لاتزال عدد من دول أوروبا الى يومنا هذا تستغل المرأة استغلالاً نفعياً مادياً حقيراً وتعطيها أقل الأجور وأزهدها واستشهد لذلك ببعض الشواهد والمقولات لدكاترة وكُتّاب من الغرب.
• حق الحرية :
وتحدّث فيه عن «حرية العمل» بحيث لايتعارض مع سُلّم الأولويات الذي يُعنى بالأسرة والأبناء والزوج، ولايتعارض مع مايخدش القيم والأخلاق.
كما بيَّن أن للمرأة حق الحرية السياسية بمختلف مجالاتها بشرط الأهلية، وعدم التعارض مع سُلّم أولوياتها ، ماعدا رئاسة الدولة مبيناً تعليل الفقهاء سبب عدم إمكان إيكال هذه المهمة للمرأة حيث أنها في المنظور الإسلامي تترتب عليها وظائف دينية بشكل واسع، وعسكرية حربية، لاتسنجم مع التركيبة الأنثوية .. وأشار إلى أن هذا في كل الدول الغربية فلا يوجد رئيسة مثلاً في الولايات المتحدة الأمريكية وإنما يوجد رؤساء من الرجال والذي وُجد في بعض الدول إنما هو شكل رئيسات يسوس الأمر من تحتهن من الرجال ولايدخلن هذاضمن الأُطر التي تحدّث عنها الإسلام في الخليفة أو الرئيس.
ثم بيّن أن لها حرية التعلُّم والتعليم وفق ضوابطه واستشهد على ذلك بنساء من حضرموت.
واختتم ببعض الحقوق الاجتماعية للمرأة التي أتاح الإسلام للمرأة المشاركة فيها، منوهاً أن المجال لمثل هذه المحاضرات يحتاج الى عقد ندوات متواصلة مستفيضة حتى يتشكَّل الوعي العام لدى المرأة والرجل.