الجنوب العربيالرئيسية

كانا في مهمة أمنية ..”هرهرة” و”علواني” ينتظران عدالة القانون في قضية مقتل “حسين السقاف”

كريترنيوز/العاصمة عدن/خاص

تستعد محكمة الميناء الابتدائية بمديرية التواهي في العاصمة عدن، الأحد المُقبل، للنطق بالحكم، والبت في قضية مقتل “حسين محسن السقاف”، الذي لاقى حتفه متأثراً بجراحه الذي أُصيب به عقب مقاومته لرجال الأمن خلال محاولة القبض عليه كمتهم في الحادثة التي عُرفت بـ”قضية اغتصاب طفل المعلا” في عام 2018م.

 

وبحسب وثيقة رسمية موجّهة من شرطة العاصمة عدن بقيادة مدير الأمن آنذاك شلال علي شائع، إلى وكيل نيابة التواهي، فإن شرطة المعلا وعقب تلقيها شكوى مقدمة من والد المجني عليه “عادل أحمد قائد” بشأن قيام مجموعة من الأشخاص باغتصاب ولده “سامي”، من بينهم حسين محسن السقاف الملقب “غوبر”، وبناءً على توجيهات مدير عام المعلا حينها “فهد المشبق”، كلّفت إدارة أمن المديرية كلاً من الجنديين المناوبين: محمد علي العلواني، ويوسف هرهرة، لإحضار المتهمين إلى قسم الشرطة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.

 

*تفاصيل “وفاته”*

وفي تفاصيل وفاة حسين السقاف، أوضحت إدارة أمن العاصمة عدن، بأنه وفور تلقي البلاغ والتكليف بالنزول، توجه كلٌ من الجنديين “هرهرة” ورفيقه “العلواني”، لإحضار المتهمين إلى قسم الشرطة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم وتم إحضار جميع المتهمين عدا المجني عليه “السقاف”، الذي تمرد عن الاستجابة لطلب أفراد الأمن بالحضور إلى مركز الشرطة للإدلاء بإفادته، وذلك عقب لقائه وهو يسير أمام منزله.

 

ونوهت الوثيقة والتوضيح الرسمي، الصادر عن إدارة أمن عدن وإفادة الشهود، بأن حسين السقاف “قاوم رجال الأمن، وأخرج مسدسه الذي كان بحوزته حينها، وبدأ بإطلاق النار على رجال الأمن مما اضطرهم للدفاع عن أنفسهم برميه بالأرجل حماية لأنفسهم حتى لا يقوم بالرمي عليهم”.

 

وأكدت إدارة أمن عدن، أن يوسف هرهرة ورفيقه علواني كانا في مهمة أمنية رسمية وأن ما فعلاه كان دفاعا عن النفس، عقب رفع السلاح عليهما من قبل حسين السقاف، وذلك وفقاً لنص المادة (10) لفقرة (أ.هـ.و) من قانون رقم (15) لسنة 2000م بشأن هيئة الشرطة. مستدلةً على ذلك بمضامين المادة القانونية رقم (26) ج-ع بقولها: “لا جريمة إذا وقع الفعل استعمالاً لحق مقرر بمقتضى القانون أو قيام واجب يفرضه القانون أو استعمالاً للسلطة يخولها”.

 

وبعد إصابته، أفادت إدارة أمن العاصمة عدن، بأنه تم إسعاف “حسين السقاف” لتلقي العلاج متنقلاً بين عدة مستشفيات بعدن من بينها مستشفى خليج عدن، والجمهورية، ومستشفى أطباء بلا حدود، مشيرةً إلى أن قصوراً في الجانب الطبي في سرعة معالجة “السقاف” فاقم من وضعه الصحي، لتستاء حالته الصحية إلى فشل كُلوي أدى إلى وفاته بعد عدة أيام من إصابته، فيما زُج بيوسف هرهرة ومحمد علواني السجن وما زالا يقبعان فيه حتى اللحظة، قُدما خلالها للمحاكمة بمحكمة الميناء بالتواهي حيث من المنتظر أن يصدر حكما نهائيا بحقهما الأحد المقبل، في الثامن والعشرين من يناير الجاري

 

*مطالبات بـ”التبرئة”*

وبيّنت الوثيقة الرسمية، إنه جرى التحقيق مع “حسين السقاف، أثناء وجوده في مستشفى أطباء بلا حدود من قِبل رئيس البحث الجنائي ورئيس التحقيق بقسم شرطة المعلا وأخذ أقوله بخصوص قضية اغتصاب (طفل المعلا) لكونه أحد المتهمين فيها، وفقاً لأقوال الطفل الذي تعرض للاغتصاب ودعوى والده.

 

وبموجب الشكوى التي تقدم بها والد الطفل المجني عليه، في الحادثة التي هزت العاصمة عدن آنذاك، وتفاعل معها الرأي العام على نحو واسع، ووصل صداها إلى عموم مناطق اليمن، يطالب مواطنون بينهم كتاب وناشطي رأي، المحكمة بتبرئة الجنديين: يوسف هرهرة، ورفيقه محمد علواني، من تهمة القتل العمد، كونها جاءت بالخطأ وفق الحيثيات وإفادة الشهود وقرائن الحادثة، ودافعاً عن النفس، بعدما رفع المجني عليه السلاح عليهما، وإصدار الحكم بموجب هذا الأمر.

 

وفي الوقت ذاته، اعتبر النشطاء قبول النيابة العامة بشهادة أحد إخوة المتهمين الأربعة على القضية وتضمينها في الملف يمثل نقضاً للقانون وبديهات التقاضي، معتقدين أن هرهرة وعلواني لم يكونا ينويان قتل المجني عليه بدافع القتل، بل كانا يؤديان واجباً أمنياً ووطنياً وأخلاقياً يمنحهما صلاحية قانونية في حق شخص متهم بقضية أخلاقية حساسة شكلت صدمة هائلة للرأي العام في المدينة قاطبة.

زر الذهاب إلى الأعلى