الجنوب العربيالرئيسيةتقارير وحوارات

الخصوصية الحضرمية كما يراها العلياني: بين ضرورة التمكين ومخاطر التسييس لسلخ الهوية الجنوبية

كريتر نيوز/ هشام صويلح/ خاص

في مقال فكري تحليلي حمل عنوان “حضرموت بهويتها الجنوبية هي من تسحق دعاة التفتيت”، رسم الكاتب د. أمين العلياني ملامح موقف حضرموت الحاسم تجاه محاولات تفكيك نسيجها الوطني الجنوبي تحت شعارات ظاهرها الحقوق وباطنها الهيمنة والتمزيق.

العلياني انطلق من أساس أن حضرموت ليست كيانًا معزولًا عن الجنوب، بل ركيزة هويته وعمقه الاستراتيجي، مشددًا على أن كل محاولات تسويق الخصوصية بمعزل عن هذا الإطار ليست سوى خطوات نحو “سلخ تدريجي وممنهج”. وأوضح في مقاله أن الخصوصية الحضرمية لا تعني الانفكاك، بل “تمكين أبناء حضرموت من إدارة شؤونهم في إطار الجنوب وبالانسجام مع هويتهم الجامعة”، محذرًا من محاولات “تأويل الخصوصية لصالح مشاريع تفتيتية تُدار من خلف الكواليس”.

وحول استهداف قوات النخبة الحضرمية، عبّر العلياني عن قلقه إزاء “العبث الخطير” الذي يستهدف هذا التشكيل الأمني الفاعل، معتبرًا ذلك “مقدمة لزعزعة الأمن وتمرير أجندات سياسية دخيلة لا تنتمي إلى حضرموت ولا تحمل همّها”.

اللافت في قراءة العلياني التحليلية، أنه ربط بين الحملات الإعلامية ضد النخبة ومشروع فرض كيانات محلية “مُفرغة من بعدها الوطني”، تسعى، كما يقول، إلى صناعة ولاءات بديلة وتكريس واقع سياسي مشوه يخدم المركزية المقنعة التي فشلت في كبح تطلعات أبناء الجنوب.

وأكد أن شعار “الإقليم الحضرمي” كما يُطرح حاليًا ليس إلا “واجهة ناعمة لمشروع يستهدف وحدة الجنوب من خاصرته الأقوى”، معتبرًا أن أصحاب هذا الطرح يعبثون بمفاهيم الهوية لخدمة أطماع أبعد من حضرموت نفسها.

ويختم العلياني مقاله بقوله: “حضرموت قالتها بوضوح: لم أكن يومًا إلا جنوبية الهوية”، ليجدد التأكيد على أن أي حقوق لحضرموت لا يمكن أن تُنتزع من بوابة التفكيك، بل تُصان من خلال الثبات على الهوية، وتعزيز التمكين الذاتي ضمن الجنوب لا خارجه.

بهذا الطرح، يضع العلياني أمام الرأي العام تحليلًا عميقًا لما يجري، داعيًا إلى الوعي بالمفاهيم وعدم الانجرار خلف شعارات تُجمّل مشاريع سلخ وطمس، تحت وهم الخصوصية.

زر الذهاب إلى الأعلى