باجردانة: بيان مؤتمر حضرموت الجامع مليء بالمغالطات ويتجاهل جوهر الخطر في وادي حضرموت

كريترنيوز/المكلا/هشام صويلح
وجه عمر باجردانة، رئيس مركز المعرفة للدراسات والأبحاث الاستراتيجية، انتقادات حادة للبيان الأخير الصادر عن مؤتمر حضرموت الجامع، والذي تناول ما وصفه بـ”تحشيد قوات عسكرية إلى ساحل حضرموت”، مشيرًا إلى أن ما ورد فيه تضمن العديد من المغالطات.
وقال باجردانة: “طالعت البيان الصادر عن مؤتمر حضرموت الجامع والذي تطرق فيه لموضوع حشد قوات عسكرية إلى ساحل حضرموت، ورأيت فيه من المغالطات الشيء الكثير”، مضيفًا: “إن صح طبعًا ما ورد في بيان الجامع، فهو أمر طبيعي ووارد وغير مستبعد في ظل ما تعيشه المحافظة من تجاذبات وتحولات وتحالفات، تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على الوضع الداخلي، نتيجة لغياب الدولة ومصادرة القرار فيها”.
وعبر باجردانة عن خيبة أمله من مضمون البيان، مؤكدًا أن “بيان الجامع كان من المفترض أن يكون حضرمياً خالصاً ولو للحظة، وأن يرسل رسالة واضحة لجميع الأطراف بأن حضرموت ليست ساحة لتصفية الحسابات على حساب الحضارم أياً كانت توجهاتهم أو انتماءاتهم”، خاصة وأن المؤتمر “نَصّب نفسه ناطقاً باسم الحضارم”.
وانتقد باجردانة ما وصفه بالانتقائية في تناول البيان العسكري، قائلاً: “كان الأحرى ببيان الجامع، مثلما ذكر تحشيد قوات من خارج المحافظة بقوام 2500 جندي، أن يشير أيضاً إلى التحشيد الجاري للجماعات الإرهابية في الوادي، واستقدامها من مأرب والبيضاء، تحت مسميات زائفة كالدفاع عن حضرموت، بينما حقيقتها ذات منشأ إرهابي”.
واعتبر أن “تجاهل البيان للوضع في وادي حضرموت والتركيز فقط على الساحل لا يمثل إنصافاً، ولا يدل على غاية حضرمية خالصة، إلا إذا كان هناك تفاوت في حب حضرموت داخل الحضارم أنفسهم”.
وفي معرض دفاعه عن القوات المتواجدة في الساحل، أشار باجردانة إلى أن “منذ تحرير المكلا من عناصر القاعدة، لم يشتكِ أحد من حضارم الساحل من القوات التي يتهمها البعض بأنها غير حضرمية، بل إنها كانت سدًا منيعًا أمام تسلل الإرهابيين، وقدمت شهداء وجرحى وهي تدافع عن حضرموت وأهلها دون أطماع أو انتهاكات”.
وشدد على أن “وجود قوات غير حضرمية لا يعني أن الحضارم عاجزون عن الدفاع عن أرضهم، فقد أثبتت قوات النخبة الحضرمية جدارتها”، لكنه استدرك بأن “هذه القوات المتهمة أدّت مهامها بإخلاص ومهنية ولم تُسجل ضدها إساءات بحق الحضارم، بعكس قوات أخرى عاثت في الأرض فساداً ودمرت الحجر والبشر والشجر”.
واستدعى باجردانة تجارب مؤلمة من الماضي حين “كان الضابط الحضرمي يُقتل أمام أسرته دون أن تُحرّك المؤسسات الأمنية ساكناً، في ظل صمت من يطالبون اليوم بحقوق حضرموت”.
وأضاف: “نحن نطالب بأن تكون لحضرموت سيادتها وقرارها المستقل، وسنناضل من أجل ذلك بالغالي والنفيس، لكننا لا نقبل أن يزايد علينا أحد باسم حب حضرموت، فكل حضرمي يعرف نفسه ويعرف ما قدم”.
وخاطب مؤتمر حضرموت الجامع قائلًا: “من باب الإنصاف، عليكم أن تسموا الأمور بمسمياتها، وأن تضعوا النقاط على الحروف، وأن تكونوا حضارمة الهوى والهوية، لا أن تكيلوا بمكيالين فتدينوا طرفاً وتبرئوا آخر”.
وتابع: “لا يجوز أن يكون الجامع ضحية وجلاداً في آن واحد، فأين هي حكمة الحضارم في هذا؟ كنت أتمنى من الإخوة في المؤتمر أن يتحلوا بالحياد وأن ينحازوا لحضرموت الإنسان والوطن، لا حضرموت الشعارات والمصالح، لأننا في لحظة مفصلية لا تحتمل انصاف الحلول”.
واختتم حديثه بنبرة مشوبة بالألم: “لكن على ما يبدو أن المؤتمر الجامع أصبح كالأعشى، أو كما يقول المثل: يرى الشعرة ويخطئ البعرة… كان الله في عون حضرموت”.