الجنوب العربي

العولقي: التسمية ليست تفصيلاً.. “حضرموت” وحدها تكفي لتعريف الدولة وهويتها

كريتر نيوز/خاص

 

قدّم الكاتب والمحلل السياسي محمد ناصر العولقي طرحًا لافتًا عقب تصريح اللواء أحمد سعيد بن بريك، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي حول مقترح تسمية الدولة المنشودة بـ”دولة حضرموت العربية المتحدة”، أثناء خطابه بمليونية “حضرموت اولا”، أمس الخميس.

 

العولقي، في تعقيب مباشر وصفه بالبسيط، رفض إدراج كلمتي “العربية” و”المتحدة” في التسمية، معتبراً أن ذلك يخل بجوهر الهوية الحضرمية الجنوبية ويقود إلى التباسات سياسية وتاريخية لا داعي لها، بل وربما تُستثمر ضد مشروع الاستقلال الجنوبي.

 

 

هوية راسخة لا تحتاج لتعريف

 

 

يؤكد العولقي أن إدراج لفظ “العربية” في التسمية يحمل طابعاً زائداً، إذ أن حضرموت – كما قال – “أصل العرب”، وأن اسم “حضرموت” وحده كفيل بتجذير العروبة في هوية الدولة الجديدة دون الحاجة لأي إضافات تفسيرية. بهذا الطرح، يرفض العولقي المسارات التبريرية التي تحاول إثبات ما هو راسخ أصلاً، معيدًا النقاش إلى مبدأ الانطلاق من الذات الحضارية الجنوبية لا من معايير خارجية أو محاولات لطمس الأصل بالمشتق.

 

 

“المتحدة”.. لفظة تكرّس فهماً خاطئاً للوحدة

 

أما على مستوى لفظ “المتحدة”، فقد رأى العولقي أنها لا تعكس واقع الجنوب السياسي ما قبل الوحدة، قائلاً: “الجنوب دخل في دولة الوحدة وهو موحد ودولة واحدة، وليس عدة دول أو كيانات”. وبهذا فإن استخدام عبارة “المتحدة” يفتح الباب أمام تأويلات خاطئة، كأن الجنوب كان مشتتًا أو مجزأً قبل الوحدة مع الشمال، وهو ما يناقض الحقيقة التاريخية لدولة الجنوب قبل 1990.

 

بلغة دقيقة، يشير العولقي إلى أن استعادة الدولة الجنوبية يجب أن تكون استعادة لكيان واحد كما كان، لا عملية تأسيس لكيان جديد من أجزاء مفترضة، وبالتالي فإن مصطلح “المتحدة” يُعدّ تقنياً غير مناسب ويعبّر عن رؤية فيدرالية مركبة لا تتسق مع جوهر المشروع التحرري.

 

 

الاتحادية لا تعني “الاتحاد المصطنع”

 

في تحليله اللغوي والسياسي، يقترح العولقي استخدام كلمة “الاتحادية” بدلاً من “المتحدة”، إن كان الهدف هو وصف طبيعة النظام السياسي القادم. فاللفظ الأول يحمل دلالة دستورية متعارف عليها تشير إلى نمط الحكم، بينما الثاني يرتبط بأبعاد تاريخية قد تعيد إلى الأذهان النموذج الفاشل لدولة الوحدة.

 

بذلك، يرى العولقي أن التسمية الأنسب هي إما “دولة حضرموت” أو “دولة حضرموت الاتحادية”، بدون إضافات زائدة أو عبارات قد تُحمَّل أكثر مما تحتمل.

 

 

رأي لا يُمكن عزله عن السياق

 

ما طرحه العولقي لا يمكن فصله عن النقاش الدائر داخل الأوساط الجنوبية بشأن مستقبل حضرموت وهويتها وموقعها من الدولة الجنوبية القادمة، خاصة في ظل محاولات بعض الأطراف الدفع باتجاه صياغات فضفاضة قد تُختزل فيها حضرموت أو تُستخدم أسماؤها لأغراض تقسيمية ناعمة. ومن هذا الباب، فإن الطرح العولقي لا يقف عند حدود التسمية، بل ينطلق من منظور سيادي وهو يرى أن حضرموت ليست مجرد مكون بل هي “الاسم الجامع”، كما أنها ليست في حاجة لـ”تعريف هويتها”.

 

 

خاتمة: الاسم ليس تفصيلاً

 

في القضايا الوطنية، لا تُعد التسمية تفصيلاً شكليًا. الاسم عنوان المشروع، ومرآة للهوية، ومفتاح للفهم السياسي والدستوري. من هنا، تبدو مداخلة العولقي أكثر من مجرد رأي لغوي، بل هي تحذير مبكر من منزلقات قد تفرغ المشروع الجنوبي من محتواه إن لم تُبنَ مفرداته على وعي راسخ بجوهر الهوية، وبوصلة التاريخ، وثوابت القضية.

زر الذهاب إلى الأعلى