الجنوب العربي

مجلس الإعلاميين الدوليين يحتفل بذكرى انتصارات أكتوبر ويكرِّم أبطال النصر والفنانين المبدعين في مصر

كريترنيوز /ماهر بدر

أقام مجلس الإعلاميين الدوليين برئاسة الدكتور علاء الديدي، وبمشاركة الإعلامي صفوت مبارك وكيل المجلس، الحفلَ السنويَّ الكبير بمناسبة الذكرى المجيدة لانتصارات السادس من أكتوبر، التي سطَّر فيها أبناءُ مصر البواسل ملحمةً من البطولات والتضحيات الخالدة من أجل استعادة الأرض والعزة والكرامة، وذلك في أجواء مفعمة بالفخر والانتماء.

شهد الحفل حضور نخبة من أبطال القوات المسلحة الذين شاركوا في الحرب، إلى جانب عدد من أسر الشهداء، وكوكبة من الفنانين والإعلاميين الذين أسهموا بأعمالهم الوطنية في تخليد ذكرى النصر العظيم، وسط حضور جماهيري وإعلامي واسع.

بدأت فعاليات الحفل بالسلام الجمهوري، تلاه الوقوف دقيقة حدادًا على أرواح شهداء الوطن، ثم عرض خطاب النصر للرئيس الراحل أنور السادات، وعدد من الأغنيات الوطنية التي خلدت روح أكتوبر مثل «بسم الله الله أكبر» و*«عاش اللي قال»* و*«وطني حبيبي وطني الأكبر»*.

وفي كلمته خلال الحفل، أكد الإعلامي صفوت مبارك وكيل مجلس الإعلاميين الدوليين، أن حرب أكتوبر لم تكن مجرد معركة عسكرية، بل كانت «إرادة أمة» جسَّدت إيمان المصريين بقضيتهم وعزيمتهم على حماية أرضهم وكرامتهم، مشيرًا إلى أن الجيش المصري سيظل درع الوطن وسيفه القوي.

تضمَّن الحفل تكريم عدد من أبطال الحرب الذين تركوا بصمات خالدة في سجل البطولة، منهم:

اللواء أركان حرب حسين مسعود، وزير الطيران الأسبق وأحد مقاتلي الصاعقة خلف خطوط العدو.

اللواء أ.ح. د. نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، الذي أمضى 180 يومًا خلف خطوط العدو قبل الحرب.

اللواء أ.ح. محيي نوح، أحد قادة المجموعة 39 قتال، التي قادها الشهيد إبراهيم الرفاعي.

اللواء أ.ح. عادل فودة، الحاصل على وسام النجمة العسكرية من الرئيس أنور السادات.

اللواء أ.ح. محمد محمود عمر، صاحب سلسلة «رجال من ذهب» التي وثقت بطولات المقاتلين.

اللواء أ.ح. محمد التميمي، أحد أبطال معارك القناة، الحاصل على نوط الشجاعة من الطبقة الأولى.

كما تم تكريم أسر الشهداء الذين ضحَّوا بأرواحهم فداءً للوطن، ومنهم أسرة الشهيد العقيد حلمي عبد العاطي وأسرة الشهيد الرائد السيد عبد المنعم الشبكشي، تأكيدًا على أن ذكراهم باقية في وجدان الوطن وضمير الأمة.

وشهد الحفل أيضًا تكريم عدد من الفنانين والإعلاميين الذين أثروا الذاكرة الوطنية بأعمالهم الفنية والإبداعية، ومن بينهم:

المطرب محمد عامر، الذي أحيا الحفل بأغانٍ وطنية.

الفنان سيف عبد الرحمن، الذي ارتبط اسمه بأفلام وطنية خالدة مع المخرج يوسف شاهين.

الفنان والمخرج طارق النهري، تقديرًا لمسيرته الإبداعية الملتزمة برسالة الفن الوطني.

الفنان محمد رياض، لما قدَّمه من أعمال درامية جسَّدت روح الانتماء والوطنية.

الفنان الدكتور هاني كمال، تقديرًا لعطائه الفني والثقافي.

المطرب محمد أبو الشيخ، صاحب الصوت الأصيل الذي غنَّى لمصر وانتصاراتها.

الإعلامية عبير عبد الحميد، رئيس قناة “نايل لايف”، تقديرًا لدورها في إبراز الرسالة الإعلامية الوطنية.

وقال اللواء محيي نوح، أحد قادة المجموعة 39 القتالية خلال حرب الاستنزاف، إن المقاتل المصري لم يحارب خلال نكسة 1967، لأنه لم تكن هناك مواجهات تُذكر مع الاحتلال الصهيوني.

وأضاف نوح: “خلال هذه المرحلة استطعنا كسر الحاجز النفسي بين الجندي المصري والجندي الإسرائيلي، ليكون قادرًا على المواجهة.”
وأكمل: “كبدنا العدو خسائر كبيرة جعلت أهالي الإسماعيلية يفرحون للغاية، حيث إن فرقتنا استطاعت تدمير 17 دبابة و77 مركبة ناقلة للجند، وقتلنا نحو 430 جنديًّا إسرائيليًّا، وقمنا بجلب أول أسير صهيوني إلى مصر.”
وواصل: “نتيجة لهذه العمليات التي قمنا بها، توجهت إسرائيل إلى مجلس الأمن مطالبةً بوقف القتال خلال هذه الفترة.”

وأكد أن حرب الاستنزاف كانت بمثابة المقدمة لحرب أكتوبر، لافتًا إلى أن مواجهة الجندي المصري للجندي الصهيوني خلال تلك المرحلة منحته القوة والشجاعة، حتى جاءت حرب أكتوبر التي أظهر فيها المقاتل المصري كامل قدراته.

وأضاف: “الاحتلال الصهيوني هزمنا في نكسة 1967 خلال ستة أيام، ونحن هزمناهم خلال ست ساعات في السادس من أكتوبر 1973، وهو ما يؤكد أنه لا مستحيل.”

وأوضح أن التخطيط الجيد والعمل الجماعي ساهما في تحقيق النصر خلال حرب أكتوبر.
وقال اللواء محيي نوح: “لقد تم تكريمي من الرئيس جمال عبد الناصر، ومن الرئيس أنور السادات، ومن المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع الأسبق، ولكن تكريمي من الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الاحتفال باليوبيل الذهبي لنصر أكتوبر هو خير تكريم ووسام على صدري على مدار تاريخي العسكري.”

وأكد اللواء نوح أن القيادة السياسية، بتوجيهات الرئيس السيسي، تعمل على تحديث وتطوير وتنوّع مصادر السلاح بالقوات المسلحة، حتى أصبح الجيش المصري من أقوى جيوش العالم، إضافة إلى المناورات التي تُجرى مع أقوى دول العالم، وهو ما يؤكد أن لدينا جيشًا وطنيًا قويًا قادرًا على ردع من تسوِّل له نفسه الاقتراب من الدولة المصرية.

وتقدَّم المهندس توفيق عامر، عضو مجلس إدارة جمعية مستثمري مدينة العاشر من رمضان، بخالص الشكر وعظيم التقدير إلى مجلس الإعلاميين الدوليين برئاسة الدكتور علاء الديدي لتكريمه خلال الحفل، والذي قال إنه يعتز به ويعتبره وسامًا على صدره، خاصةً أنه جاء إلى جوار أبطال حرب أكتوبر المجيدة الذين سطَّروا بدمائهم وتضحياتهم صفحات العزة والكرامة في تاريخ وطننا العظيم.

وتوجَّه المهندس عامر بخالص الشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي على ما بذله من جهود في تحقيق السلام العادل للقضية الفلسطينية، والتي أثمرت عن نجاح الوساطة المصرية والعربية والدولية، وعقد مؤتمر شرم الشيخ للسلام والتوقيع الدولي على اتفاق وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي دامت لعامين كاملين، من أجل حقن دماء الشعب الفلسطيني الشقيق، تمهيدًا لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وترسيخ السلام العادل والشامل وتحقيق العيش المشترك في عالم تسوده الأخوّة الإنسانية بدلاً من الحروب الدموية.

وأكد عامر أن تكريم مجلس الإعلاميين الدوليين ليس تقديرًا له شخصيًا فحسب، بل هو تكريم لكل رجال الصناعة الوطنية، ولكل من يؤمن برسالة الإعلام الوطني الهادف، ويعمل بإخلاص لرفع راية الحقيقة وخدمة الوطن.

وفي كلمته الختامية، أكد الدكتور علاء الديدي رئيس مجلس الإعلاميين الدوليين أن هذا الحفل هو رسالة وفاء وعرفان لأبطال أكتوبر، ودعوة متجددة للأجيال الجديدة لتستلهم روح النصر والإصرار من رجالٍ صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

واختُتم الحفل بتحية خالصة لأرواح الشهداء وبالسلام الجمهوري، وسط تصفيق حار وهتافات «تحيا مصر» التي دوَّت في القاعة، تأكيدًا على أن أكتوبر سيبقى رمزًا للعزة والكرامة الوطنية.

قدَّمت فقرات الحفل الإعلامية غَزْوة رمضان.

زر الذهاب إلى الأعلى