الجنوب العربي

الدويل: جهات معادية تستغل معاناة الناس لإضعاف موقفهم الوطني

كريترنيوز /خاص

 

حذّر الكاتب والمحلل السياسي صالح علي الدويل من محاولات توظيف الضغوط الاقتصادية التي يعيشها المواطنون بغرض التأثير على مواقفهم الوطنية، مؤكداً أن جهات متعددة تستغل معاناة الناس لإضعاف مشروعهم السياسي وإعادة تشكيل الوعي العام بلغة إحباط ممنهجة.

وقال الدويل إن “الاحتياج الاقتصادي القاهر يدفع الناس للتركيز على تلبية احتياجاتهم الأساسية أكثر من اهتمامهم بالمسائل السياسية أو الوطنية”، مشيراً إلى أن هذا الوضع يفتح الباب أمام ترويج عبارات من قبيل “إن الجائع لا يبحث عن وطن”، وهي – بحسب وصفه – “عبارة صحيحة في سياقها وخبيثة في ترويجها يُراد بها أن تتخلى الناس عن حقها الوطني عبر الضغط باحتياجاتهم من خدمات ورواتب في سياق الصراع”.

وأضاف الدويل أن هذا الخطاب يُستخدم “حرباً أكثر إيلاماً للناس” عبر تجييش المشاعر وربط الأزمات المعيشية بالمواقف السياسية، فيما تدفع قوى معادية رسائل إحباط متكررة. وقال: “تستغل قوى معادية أخطبوطيتها بالتشكيك والتحبيط وأن كل المآسي سببها تمسك الجنوبيون بمشروعهم”، موضحاً أن تلك القوى تبث خطابات ظاهرها التعاطف وباطنها التخلي عن القضية الوطنية.

وأشار الدويل إلى أن تلك الجهات “ترسخ لغة إحباط في الوعي المجتمعي من قبيل: عاد شي حل؟!، سئمنا!!، ملّينا!!، لا أحد يهتم للشعب!!، لا فائدة!!، الجميع فاسدون!!”.

وأكد الدويل أن تجاوز هذه المرحلة لن يكون إلا عبر “التكاتف”، موضحاً أن “أخطبوطية الشبكات والصفحات والتغريدات تريد استدراج الناس للتخلي عن قضيتهم وتحاصر أي صوت يهتم بها بحجة أن الناس لم تعد تستحمل”، مضيفاً أن تلك الحملات “حققت بعض نجاح – شئنا أم أبينا – بربط أوضاع الناس واحتياجاتهم بشراكة الانتقالي وسلبيات أداء بعض أدواته”.

وشدد الكاتب على أن معالجة الوضع الاقتصادي تتطلب حلولاً اقتصادية لا سياسية، قائلاً: “الاحتياجات الاقتصادية تحلها حلول اقتصادية”، لافتاً إلى أن حالة “الكل يحارب الكل” تجعل المسؤولية موزعة وليست محصورة بطرف واحد، مما يستوجب – بحسب قوله – “أن يتكاتف ويتعاضد الجميع ويضغطوا على الكل المتحارب وبكل الوسائل لنيل حقوقهم”.

واختتم الدويل بتأكيد أن “التخلي عن الهدف الوطني – الذي يسعى له أعداء الجنوب – تحت تأثير الحاجة الاقتصادية لن يحل مشاكل واحتياجات الناس مهما روّج له المروّجون”.

زر الذهاب إلى الأعلى